فضيلة الشيخ ما هي أهداف العلمانية التي تحققت خاصة فيما يتعلق بالمرأة المسلمة؟
الجواب
العلمانية في المرحلة السابقة حققت إخراج المرأة المسلمة من بيتها، تحدياً لقول الله تبارك وتعالى:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب:٣٣] فأخرجتها من البيت وزجت بها في متاهات الانحراف والضلالات والفجور والفسق والعهر، المرأة المسلمة التي كانت قبل ثمانين سنة لا يرى منها شيء في أكثر أنحاء العالم الإسلامي، أصبحت اليوم -إلاّ ما قلَّ- تبدو وتبدي مفاتنها للناس جميعاً وفي كل مكان، بحجة التحرر، وبحجة التطور والتنمية والإسهام في ترقية الوطن إلى آخر، ونجحوا في ذلك.
والعلمانية الجديدة الخبيثة هذه التي أشرت إليها فعلت ما هو أنكى من ذلك، حتى أنه بلغني عن بعضهم ومعهم مراكز في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة -هناك يربون ويغذون- وصلوا إلى حد أن يعقدوا لرجل كافر على امرأة مسلمة -عياذاً بالله- وبعضهم جاهر وطالب بذلك، وبعضهم كتب أن اليهود والنصارى مسلمون مؤمنون مثلنا، ولا يجوز أن ننظر إليهم نظرة عنصرية -نسأل الله العفو والعافية- وبعضهم قال: إنما قوله تعالى: {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}[الممتحنة:١٠] هذه الآية في سورة الممتحنة هي في ظروف صلح الحديبية، وهي مرحلة وقتية وظروف وقتية، يعني: يريدون أن يهدموا أساسيات في مسألة العلاقة بين المسلمة وغيرها، ومن ذلك ما يتعلق بقضية الميراث، بعضهم يقول: كيف -وهم يدعون الإسلام- لا نعطي المرأة إلا نصف ميراث الرجل مع أنها الآن تخرج وتعمل وتتوظف وتنفق؟ يقول: المرأة إذا كانت موظفة وإذا كانت البنت موظفة وتأخذ راتباً، والولد ليس عنده راتب ومات الأب، وبالعكس، إذن: لا بد أن نراعي وظيفة أو حالة الأسرة ولا ننظر إلى مجرد أن (للذكر مثل حظ الأنثيين) إلى آخر ما يرددون -نسأل الله العفو والعافية- من هذا الكفر الصريح.
ولكن المشكلة أن الذين يرددون هذه العبارات الآن أناس يصلون -أو يتظاهرون بذلك- ويتكلمون عن الإسلام، ويرفعون الرايات والشعارات الإسلامية، وهذا هو الخطر المحدق بالمرأة المسلمة في هذه المرحلة، لا يأتون ويقولون: اخرجي سافرة، بل يقولون: الحجاب ليس من الإسلام، والمرأة تكون محتشمة وتخرج وتفعل ما تشاء، وهم يضمنون -والأعداء من ورائهم ضامنون- أنها إذا خرجت فستكشف أول الأمر الوجه -كما يزعمون- ثم تكشف الساقين والنحر والشعر، ثم تقع بعد ذلك المصيبة.