[مدى قدرة العالم الإسلامي على مواجهة الدول العظمى]
السؤال
بعد الأحداث الأخيرة، ما هو توقعك لأثر اتحاد الألمانيتين على وجود قوتين عظميين في العالم، وما هو أثر ذلك على العالم الإسلامي؟ وسؤال أيضاً عن العالم الإسلامي وقدرته على مقابلة ما فعله جورباتشوف، وهل يستطيعون الدخول في مثل هذا المجال أم لا؟
الجواب
بالنسبة لتوحيد الألمانيتين أمر عادي جداً أن يتوحدا، وسيتوحدا في ظل اتفاقيات صارمة للسيطرة على ألمانيا لكيلا تعود إلى قوتها السابقة فتهدد المعسكرين، وسوف تتدفق رءوس الأموال.
وطبعاً ألمانيا الغربية من أقوى دول العالم اقتصادياً، وسوف تتدفق ملياراتها وشركاتها على أوروبا الشرقية، ويرتاح الاتحاد السوفيتي من النفقات الباهضة التي ينفقها على قرابة سبعمائة ألف جندي في أوروبا الشرقية، وبطبيعة الحال سيحرج الولايات المتحدة الأمريكية التي إن أبقت سلاحها وقواتها فهي تظهر أمام العالم أنها تريد الاحتلال ولا ترغب في السلام، وإن سحبتها فسوف تتراجع إلى وراء البحار كما أشرنا، بينما الاتحاد السوفيتي وجوده حاضر، ووجوده الفعلي قريب، ولا سيما مع وجود عابرات القارات في حالة الاضطرار إلى ذلك.
فقضية ألمانيا جزء من القضية الكبرى، وتأثيرها علينا نحن المسلمين لا يشكل أي أهمية بقدر ما يشكل على أوروبا الشرقية.
وأثر ذلك على العالم الإسلامي أننا في ظل الخلاف بين الشرق والغرب، وضعنا هذا المتردي المحزن المؤلم الذي عبر عنه الشاعر:
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كيف تظنونه في ظل الوفاق، وفي ظل التكتل القوي الدولي الذي كما قال جورباتشوف نراعي مصالحنا المشتركة نحن، وننسق ونتفق ونتحاور، ثم الاتجاه إلى الآخرين "الأعداء" بموقف موحد وقوي.