ما واجب العلماء والشباب نحو انتشار المنكرات في مكة، خاصةً محلات الأزياء والبنوك، ومحلات تسجيل الأغاني والفيديو وغيرها؟
الجواب
يجب علينا جميعاً أن ننكر المنكرات، ولا نقول: العلماء، أو الدعاة، أو الجهة الفلانية! لا، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، ربما يأتي أمر شديد اللهجة من وزارة الداخلية بعدم التبرج، وإقفال الملاهي الساعة الحادية عشرة ليلاً أو الكازينوهات، ولا يعمل به في بعض المناطق أو بعض المدن، وربما تذهب أنت الشاب طالب العلم في مقتبل العمر، وتعظ وتنصح صاحب الكازينو ومن فيه، فيفتح الله على يديك فيقبل وربما يهتدي ويقفله بالكلية، فلا نجعل الأمور كلها دائماً من فوق وبأوامر وبعلماء وبوسائل ضغط، لِمَ لا نبذل نحن وسيلة الدعوة؟ بالزيارات، والمناصحة، والكتابة، والشريط، والهاتف.
وكثير من المنكرات تغير بالهاتف، ماذا عليك لو اتصلت بصاحب محل، وقلت له: لماذا كذا وكذا؟ يا أخي! اتق الله أنا أخوك في الله مسلم أنصحك فقط، فإن صاح أو كشر، فضع السماعة ولم يضرك شيء، ولا يستطيع أن يضربك، فأنت بعيد عنه، وإن سمع منك فالحمد لله، فعلينا بتقوى الله، فالله تعالى يقول لنا يوم القيامة: ما منعك أن تنكر ذلك المنكر؟ فتقول: يا رب! خوف الناس -أعوذ بالله- ماذا يقول لك الله عز وجل تخاف الناس ولا تخافني، إلى هذا الحد، ابذلوا جهدكم بما تستطيعون، فكم من صاحب منكر سمع وقبل النصيحة بالدعوة إلى الله.
ثم -أيضاً- يكتب العلماء إلى كل من له سلطة وتقام عليه الحجة في إنكار هذه المنكرات ولا سيما في هذا البلد الحرام الذي جعل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- له من المنزلة والمكانة حيث قال:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج:٢٥].