بما أن تعلم علم الاجتماع كما ذكرت في كتابك العلمانية كان على أيدي الكفار وأعداء الدين، وأرادوا به هدم الدين والأخلاق، واعتبارها مرحلة من المراحل وليست أمراً فطرياً، فما حكم دراستها؟
الجواب
علم الاجتماع يمكن أن يكون على نوعين: علم اجتماع إسلامي، وعلم اجتماع لاديني أو علماني، وهذا الذي وجد في أوروبا، ولا يوجد ولا يمكن أن يوجد تصور أعظم ولا أبين من كتاب الله عز وجل في بيان كيف تقوم المجتمعات، وكيف تسقط؟ منهج واضح يحدثنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن أخبار القرون الأولى ويأمرنا بأن نعتبر {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[يوسف:١١١] ويأمرنا أن نتعظ كيف قامت المجتمعات، وكيف سقطت؟ وما هو أثر الترف؟ وما هو أثر الأكابر إذا طغوا واستبدوا في الأرض -كفرعون وأمثاله-؟ وما أثر الجشع وحب الدنيا -كقارون وأمثاله-؟ وكيف تقوم المجتمعات على العدل وكيف تسقط بالبغي؟ كل ذلك موضح في كتاب الله كقواعد وأصول عظيمة، لا يمكن أن يوجد لها نظير، وفسرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً في حديث من السنة فهي واضحة جداً.
ويوجد هناك -والحمد لله- دراسات اجتماعية إسلامية متحررة تماماً من النظرة العلمانية، وهذه يجب أن تدرس سميناها علم الاجتماع أو لم نسمها، أما أن تدرس العلوم الاجتماعية بالمنظور الغربي، فالحكم عليها كشأنها وغيرها من العلوم التي يحرم قراءتها، أو تدريسها على المسلمين، وإنما يجب أحياناً الاطلاع عليها لبيان زيفها وضلالها وخطرها.