لقد نهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمته عن اتخاذ القبور مساجد فكيف رضي السلف بأن يدخلوا قبره في مسجده، خصوصاً أن ذلك فتح باباً لم يسد إلى الآن؟
الجواب
إدخال القبر في المسجد حدث في زمن قرب المائة أو بعد الثمانين من الهجرة، وهو لم يدخل في الحقيقة وإنما أدخلت حجرات أمهات المؤمنين، وبقي القبر محاذياً، ثم مع الزمن توسع المسجد وصار من حوله فراغات، ومع الزمن وضعت عليه قبة، وهكذا تدرج الأمر كحال غيره من الانحرافات التي وقعت فيها الأمة، فهذا لم يقره السلف الصالح، وإذا أردتم تفصيل ذلك فأقرءوا كتاب الجواب الباهر لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية، فإنه تحدث في هذا الموضوع وأفاد وأجاد رحمه الله.
وعلى أية حال فإن كل تغيير حادث يتنافى مع ما أمر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن محبتنا له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإيماننا به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوجب علينا أن نغير ذلك وألا نقره، لكن الأمر حدث بتدرج وحصل بملابسات، وإن فتح باباً لأهل الأهواء لكن الأمر لا يقتضي وقوع ذلك، ولكنهم يتلمسون أن يدخلوا من أي باب، وكتاب الجواب الباهر فيه الغنية.