النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيّن ذلك فقال:{من أتى عرافاً أو كاهناً لم تقبل له صلاة أربعين يوماً}، والحديث الآخر الذي يقول:{من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد} ولا يوجد تعارض بين الحديثين، فإنه ذهب إليه ولم يصدقه في كلامه فلا تقبل له صلاة أربعين يوماً.
لكن إن صدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن مما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله تعالى:{لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النمل:٦٥] فهذا مما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن خالفه فقد كفر بما أنزل على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه اعتقد أن أحداً غير الله يعلم الغيب.