للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حال قاتل المئة نفس]

قال: (وتأمل ما قام بقلب قاتل المائة من حقائق الإيمان التي لم تشغله عند السياق عن السير إلى القرية، وحملته على أن ينوء بصدره، ويعالج سكرات الموت).

انظروا كيف أن التائب له عند الله تعالى منزلة عظيمة، وأن الله يجب أن نتوب إليه كما أمر فقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} [النور:٣١] وأنه يجب أن نحث الناس جميعاً على التوبة، فهذه منزلة عظيمة مهما كانت الذنوب، وهو يعالج سكرات الموت يخاف أن يموت وهو في القرية الفاجرة، فينوء بصدره ويتحرك لكي يزحف ولو قليلاً؛ ليقرب من أرض التوبة والخير.

فيا من أعطاك الله تعالى المهلة والعافية، والعلم والفراغ والوقت! ألا تتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا كان هذا يعالج التوبة وهو في هذه الحالة، أفلا نتوب نحن؟! جعلنا الله من التائبين الصادقين.