الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فضيلة الشيخ سفر: كلنا نسمع عن التوحيد ولا نعرف ما المقصود بتوحيد الله، فما هو التوحيد وما معناه؟ التوحيد: كلمة نرددها جميعاً ونحن -ولله الحمد- والأمة الإسلامية أمة التوحيد، لو أطلق علينا أي اسم فإننا أمة التوحيد، بخلاف غيرنا من الأمم التي أشركت بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
فالتوحيد من حيث اللغة هو: مصدر وحد يوحد، بمعنى أفرد يفرد، فعندما نقول: التوحيد، أو توحيد الله، معناه: إفراد الله تبارك وتعالى بالعبادة، فقد جاءت هذه الكلمة في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه لما أرسله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن فقال له:{إنك تأتي إلى قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى} فالتوحيد الذي جاء تفسيره في نفس روايات الحديث: {فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يعبدوا الله}، وفي رواية أخرى:{فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله}.
وليس هناك أوضح وأبين من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن تفسيره، ففسر التوحيد بأنه عبادة الله وحده، فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله هي كلمة التوحيد.
فالتوحيد هو: إفراد الله تبارك وتعالى وحده بالعبادة.
والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، من أعمال القلب، كالمحبة، والرضا، والإنابة، والتوكل، والخوف، والرجاء، أو من أعمال الجوارح مثل الصلاة، والصيام، والزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتسبيح، وذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والسعي إلى المساجد، وبر الوالدين، والإحسان إلى الفقراء والمساكين وأمثال ذلك، كل هذه من العبادة، ويجب أن تفرد كلها جميعاً لله وحده لا شريك له.
فالتوحيد إذاً: هو أن يفرد الله تبارك وتعالى وحده بالعبادة، وهذه العبادة تشمل كل ما أمر الله تبارك وتعالى به، وكل ما يحبه الله ويرضاه من أقوالٍ وأعمالٍ بالقلب أو باللسان أو بالجوارح.
ومن هنا نعلم أن الدين كله داخل في موضوع التوحيد، ولكن الكلام عادة عندما يكون في التوحيد يكون عن أصل الدين، ومعناه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.