أنبهكم أنكم عند شرحكم لتوزيع الغنائم في حنين وإعطاء المؤلفة قلوبهم قلتم: أن الرجل قال: اعدل، والذي أعرفه أنه قال: هذه قسمة لم يرد بها وجه الله، أما هذا القول فإنما قيل عند التحاكم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التخاصم في ماء شراج الحرة، أما الذي قاله أحد الأنصار: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى لمن يعرفه في مكة أو كما قال، والراجح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا الأنصار وسألهم عن المقالة التي قالوها، وذكر الراوي أنهم كانوا لا يكذبون، ثم بشرهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{ولو سلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار} وأخبرهم، وبشرهم، فقال:{ألا يسركم أن الناس يرجعون بالدينار والدرهم، وأنتم ترجعون إلى المدينة بمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أو كما قال عليه الصلاة والسلام؟
الجواب
الأخ يذكر أن الحديث -إن كنت فهمت ما يريد- أن قوله: اعدل إنها قسمة ما أريد بها وجه الله، أنها قيلت في شراج الحرة، والذي اختصم فيه الزبير بن العوام رضي الله عنه مع غيره فقال الرجل: آن كان ابن عمتك يا رسول الله؟! وهذه أيضاً كلمة عظيمة، وأنزل الله تبارك وتعالى في حقها قوله تعالى:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}[النساء:٦٥]، ويقول الأخ: إن قوله: {اعدل، إنها لقسمة ما أريد بها وجه الله} أنها كانت هنا.
أما التي كانت في حنين فهي قوله للأنصار، ولا أظنه مصيباً جزاه الله خيراً.
وأريد واحداً منكم يراجع ذلك ويأتينا باليقين، وشكر الله لكل من استدرك علينا، أو وجهنا، فنحن محل الخطأ والنسيان.