هذا له علاقة بما قاله الإمام ابن القيم: 'الرهبة: هي إمعان في الهرب من المرهوب، وضدها الرغبة'، إذاً فكيف نجمع بين اللفظتين في قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك إلخ} فنجمع بين الرغبة والرهبة، بأن نقول: إن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُرهَب عذابه، ويُرهَب جانبه من جهة أنه {شَدِيدُ الْعِقَابِ}[البقرة:١٩٦] وأنه {عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}[آل عمران:٤] ويُرغَب فيما عنده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- من جهة أنه ودود، وكريم، وغفور، ورحيم، فكل هذه من أسمائه وصفاته -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- فتجتمع الرهبة والرغبة معاً، وليس فيها شيء يناقض بعضه.