[تعليق على عيد الكريسمس]
يجب علينا الوقوف ضد أي مظهر مهما قَلْ من مظاهر الانحلال أو الفسق أو ترك السنن الظاهرة، فما بالكم كيف يكون الواجب في محاربة إعلان شعائر الكفر الظاهرة التي ينطبق عليها قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من تشبه بقوم فهو منهم}.
وقوله: {لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة} فهذا لا شك أن أعظم ما يجب على المسلم إنكاره.
والمنكر الأكبر الذي يجب أن ينكر هو الكفر وتوابعه، وشعائره، ومظاهره، وهذا من مظاهر الكفر، ولو سكت عنها لوجدنا أنفسنا لسنا بمسلمين ولا نصارى -والعياذ بالله- فيبقى عند الناس أداء الصلاة والإعلان بها، وبعض الأمور التي تدل على أنهم مسلمون، ولكن بتعظيم شعائر الكفر ورفع الصلبان، والاحتفال بأعياد النصارى، وما أشبه ذلك.
يكون فيهم أيضاً نوع من النصرانية، فتصبح الأمة المصطفاة التي قال الله -تبارك وتعالى- فيها {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} [فاطر:٣٢] حتى الظالم لنفسه في هذه الأمة داخل في الأمة المصطفاة، تصبح مسخاً تتخلق بأخلاق من أخلاق الأمم الكافرة التي تغزوها كل طائفة منها بشعيرة من شعائرها، حتى على الناقلات الصغيرة تجدون اللاصقات، يكتبون ( I LOVE) الفلبين أو تايلاند، ويصبح البلد مملوءاً بهذه الشعارات التي قد لا يفطن لها كثير من الناس، أو يظن أنها مجرد أمور شكلية عابرة، لكن في الحقيقة يصبح البلد بعد ذلك فيه كثير من مظاهر الكفر والشرك والعياذ بالله.
وهذا من أعظم ما يجب على المسلمين التعاون والتضافر لمحاربته، ورحم الله شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية عندما تكلم وألف كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم.
والحمد لله الجهود التي بُذلت قد أثمرت، فوزارة التجارة استجابت وأصدرت الأمر بمنع بيع بطاقات التهنئة، وهذا مكسب، ويجب أن نزيد عليه في الإنكار، ونجعله في الحيز الواقع.
ثم يجب علينا أن نحارب المظاهر التي قد تفشو وتنتشر في تلك المناسبات عندهم، من إيقاد الشموع، ووضع شجرات الميلاد على الشرفات وما أشبه ذلك، من الاحتفالات، وهذا من واجب الإخوان في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالتعاون معنا جميعاً.
ثم كل منا يجعل من نفسه عيناً وحارساً لهذا الدين وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأينما رأيت علماً من أعلام البدعة ارتفع فالواجب أن تبلغ عنه وأن تحذر منه سواء كان في شركة أم في مؤسسة أم في أي قطاع من القطاعات، خاصة قبل أن تقع، فإنهم يبدؤون يهيئون لهذه الأيام، لأنها عندهم وبالنسبة لهم فرحة العام كله.
فيبدؤون يهيئون لها من قبل ما لا يقل عن عشرة أيام، فلذلك يجب أن نحذر في هذه الأيام ونتنبه إلى هذا، فإذا بلغنا عن شركة أو مؤسسة أو إدارة أو مدير إدارة قد يكون مسلماً، لكن يحب أن يهنئهم أو يقرهم، فنبدأ من الآن في الإنكار، وليس إذا وقع فقط، لأنها ليلة أو ليال ولا نستطيع حينئذٍ أن نُوزع الجهود، فربما لا نستطيع أن نبين أو نتكلم، وإذا تكلمنا فلا يُستجاب لنا، وخاصة إذا كلمت بعض الجهات وجاءت المكالمات أن مائة شركة عندها حفل -مثلاً- تقول: والله لا نستطيع إيقاف مائة.
ولكن إذا بدأنا من الآن وما بقي إلا ما فات عنا ولم نعلم به، أو من يعالج فعادة يكونون قليلاً.
فإذا كانوا ثلاث شركات أو أربع تعمل والباقي التزم، فلا شك أن الباقي يهيئ من بيده الأمر، فيمنع من إقامة هذه الحفلات وإحياء هذه الشعائر الكفرية وأشياء أخرى لا تخفى عليكم -إن شاء الله- إنما المقصود أنه يجب على كل أحد منا أن يكون حارساً وعيناً لهذا الدين وشعائره وأعلامه وتعظيم ذلك، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يُعظم شعائر الله إنه سميع مجيب.