ومحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تمام الإيمان برسالته؛ لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين}، فهي من أصول ديننا، ومن معاني الإيمان به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نحبه حباً يفضل حب أنفسنا وأولادنا ووالدينا والناس أجمعين، هذا هو الذي نعتقده ونشهده في حقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولكن كيف نعبر عن هذه المحبة وما مقتضى هذه المحبة؟ هذا هو الذي يخطئ فيه كثير من المسلمين، فمنهم العامد الهدام، ومنهم الذي لا يدري، ومنهم الغافل الذي يظن أن هذه قربة يتقرب بها إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والقلب البشري كالإناء لا يحتمل إذا وضعت فيه عسلاً أن تضع فيه ماءً أو غير ذلك، وكذلك عمل وعمر الإنسان، فإما أن يعمر العمر بالطاعة، وأن يكون العمل كله طاعة، وإما أن يكون محل الطاعة معصية، أو مكان السنة بدعة، وهذا لا بد منه، لأن القلب لا يحتمل غير ذلك، فإذا أحدثت بدعة في الدين، فإنها تحل محل السنة، وكما روي ذلك في حديث عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه:{ما أحدث قوم بدعة إلا رفع من السنة مثلها} وهكذا.
أنزل الله هذا الدين تعبداً لجميع حياة الإنسان، وأي جزء من حياة الإنسان يصرفه في بدعة، فقد رفع شيئاً من السنة بلا ريب وبلا شك.