لماذا كل هذه المبالغات في الحديث عن الصلح مع اليهود ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أغير منا على الدين صالحهم وفاوضهم، ونحن في الوقت الحاضر أضعف من اليهود, وقد رأينا ماذا حدث لمن حاول أن يرفع رأسه كيف دمر اليهود والنصارى بلاده, وجعلوه أضحوكة لكل العالم؟ بالإضافة إلى أن مصر استفادت من هذا الصلح حيث استعادت سينا؟
الجواب
القضية ليست قضية صلح؛ ولهذا يا إخوان! لا يلبس أحد عليكم, أزيلوا من أذهانكم أن الموضوع صلح, وماذا جاء في كتاب الصلح وكتاب الجزية وكتاب الموادعة والأحكام الفقهية هذه لا وجود لها؛ لأن القضية ليست قضية صلح.
القضية كما قال بوش: ليست القضية إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل, وإنما إنهاء العداوة, أي: أن القضية قضية عقيدة يراد بها تغيير القلوب, فلما حارب صلاح الدين الصليبين صالحهم فترة وحاربهم فترة, وهذا لا أحد يخالف فيه, وليس موضع نقاش، فلو كنا في حالة حرب وجهاد مع اليهود وصالحناهم، فهذا أمر وارد ولا بأس من حصول الصلح.
لكن الآن لا حرب ولا جهاد أبداً, وإنما إقرار بسلام دائم وحق أبدي لإسرائيل في الوجود, عرفت يا أخي! ما الفرق؟! فرق مهم جداً! فأرجو أن لا يقع الإخوة في هذا اللبس.