منهاج السنة النبوية كتاب ألفه شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله وجدير بكل مسلم من أمثالكم أن يشتريه، وقد طبع سابقاً في أربعة أجزاء في مجلدين، وعلى حاشيته جزء من كتاب درء التعارض، وقد طبع مؤخراً الكتاب بتحقيق محمد رشاد سالم في تسعة مجلدات، وكل من كتب عن الروافض فإنّه عالة على هذا الكتاب، وفي الكتاب تحقيق للأحاديث وللقضايا التاريخية، وتمحيص للقضايا الفقهية التي يعارض فيها أولئك، وأيضاً فيه بحوث عميقة وأصيلة، في كل قضية تعرّض لها أولئك، وهذا من نعمة الله على هذه الأمة أن هيأ لهم مثل هذا الرجل وأن ألف مثل هذا الكتاب.
وأصل قصة هذا الكتاب أن أحد ملوك التتار أراد أن يدخل في الإسلام وكان نصرانياً، لأن دينهم لا يقبله العقل، فتقدم إليه أحد الروافض ويدعى ابن مطهر الحلي، والذي يسميه علماء الجرح والتعديل ابن منجس لأنه أبعد شيء عن الطهارة، فكتب كتاباً من خمسين صفحة تقريباً عنوانه منهاج الكرامة جاء فيه بأدلة وبراهين على أن دين الرافضة أفضل الأديان، من أجل أن يدخل هذا الملك في دين الرافضة، فجاءه شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية يرد عليه ويقول: قال الرافضي: البرهان الأول ويمسك على هذه الكلمة -أحياناً- مائة صفحة على سطرين أو ثلاثة، وينقدها نقداً أحياناً من ثلاثين أو عشرين وجهاً، أو أكثر من الوجوه العقلية، بحيث لو قرأها يهودي أونصراني أو مشرك بعيد كل البعد عن السنة والشيعة، لكنه عاقل منصف، لأيقين أن هؤلاء أهل السنة على حق أبلج واضح، وأن الروافض على فساد وعلى ظلام وضلال، وهذا من فضل الله أنه قيض سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هذا الكتاب، حتى أنه أثار عليه حسد الحاسدين، مثل السبكي -غفر الله له وكان من العلماء الكبار- أثار حسده هذا الكتاب على شَيْخ الإِسْلامِ، وقال: إن الرافضة لا يحتاجون إلى أن يرد عليهم، وما استطاع أن يقول شيئاً -تقريباً- لأن الرفض مشهور ومعروف أنه باطل، والناس في غنيةٍ عن رد مذهبهم إلخ.