للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معيار العقيدة عند حزب البعث]

العراق يعلن الحرب على التبرج هذا عنوان كبير يذكر أن التبرج ممنوع بقرارات رسمية، وممنوع عمل الرجل في كوافير السيدات، ومحظور دخول الشباب دور اللهو.

وهذا عنوان آخر (حملة لحث طالبات الجامعة على ارتداء الحجاب) حتى إذا قلنا: قال الله وقال رسوله في البعثيين، لم يصدقنا أحد.

ونقول لكم: إن الرئيس بوش قال: 'إن صدام ملحد فلا تصدقوه إن أعلن الجهاد'.

فعلينا بعد الآن أن نعتمد رسمياً أن صدام ملحد؛ لأن بوش قد أعلن ذلك! فما ينبغي أن ننقلب عن هذا الرأي!! فكل كلام صدام دغدغة ونفاق، وأمة لاتعرف الإسلام ولا معنى الإيمان ولا النفاق، فمن الطبيعي أن يضحك عليها أي واحد ويقول: امنعوا الرجال من الكوافير! فهل هناك امرأة واحدة في بغداد متفرغة الآن للعمل في الكوافير؟ لكن هذا الكلام من أجل ذر الرماد في العيون، وما هو إلا سخرية بهذه الأمة.

وربما يصدق بعض الناس فيقول: هذا داعية، أو مصلح على الأقل، ويقول لماذا نقاتله؟! وخاصةً إذا كان المقاتل من الأمريكان، فالواحد في هذه الأيام لا يدري على من يدعو، أعلى صدام أم على أمريكا؟ سبحان الله! فهذه الفتن لا تحتاج حيرة، ولكن الحيرة لهذه الأمة جاءت من ضعف الولاء والبراء عندها، ومن عدم معرفتها بحقيقة لا إله إلا الله، ومن عدم معرفتها من هو المسلم، ومن هو الكافر؟ ومتى كان البعثيون مسلمين؟! فأنا لاأخص بعثياً واحداً فالبعثيون في جميع البلاد الإسلامية متى كانوا مسلمين؟! ومتى كانوا مؤمنين؟! ومتى كان في مبادئهم الجهاد؟ أو الإصلاح أومنع الفساد؟! فكيف مشى هذا الأمر علينا؟! لأننا سنوات طويلة نخفي هذه الحقيقة ولانتكلم إلا عن بطولاتهم في الجبهة والبوابة الشرقية والقادسية إلخ.

أقول: نحن السبب، البيان على العلماء وعلى الدعاة فرض {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران:١٨٧] فهذا عهد الله وميثاقه الله، وأما من خُدِعَ بأن حزب صدام من الحركات الإسلامية، فيؤسفني جداً أن يقع منهم هذا الشيء، ولا أخاطبهم خطاب العاطفة أنه أهلك، وسفك،، لا.

فليست هذه هي القضية، فقد يكون المسلم سفاكاً وسفاحاً ولكن افترض أن صداماً لم يرق قطرة دمٍ إلا من دماء اليهود، وافترض أنه دمر إسرائيل، ودمر الروافض، وفعل ما فعل وهو بعثي، أيكون مسلماً؟ المعيار معيار العقيدة فليست قضية أنه فعل أو لم يفعل، فحتى لو أقام مجد الأمة العربية كما يقولون، من المحيط إلى الخليج، وقضى على اليهود والنصارى، وفعل كل شيء، أيكون مسلماً وهو بعثي؟.

لا.

فالمعيار إذن بالعقيدة، فنحكم على الناس من خلال العقيدة فليس العبرة بأنه قتل وفعل وفجر.

فالواجب أن نبين عقيدة هؤلاء القوم، وخطرهم وضررهم، وكل من دان بعقيدتهم في أي بلد، فحكمه حكمهم، لا نفرق ولا نجزئ حتى لا نكون قد كتمنا العلم.

والحمد لله رب العالمين.