للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضح بعض الخطط العلمانية]

بعد تبين إخفاق المرحلة الأولى، جاءت هذه الوثيقة، وقد نشرت من ضمن ما نشرت في كتاب الشيوعية والأديان للأستاذ طارق الحجي ونشرتها مجلة كلمة الحق أيضاً، ونتجاوز المقدمة على أهميتها: أولاً: 'مهادنة الإسلام لتتم الغلبة عليه، والمهادنة لأجل، حتى نضمن أيضاً السيطرة، ونجتنب الشعوب العربية بالاشتراكية ' ثانياً: تشويه سمعة رجال الدين -هم ليسوا رجال دين، وإنما علماء، ولكن على تعبيرهم النصراني الكنسي- والحكام المتدينين واتهامهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية من الفقرة السادسة: 'الحيلولة دون قيام حركات دينية في البلاد، مهما كان شأنها ضعيفاً، والعمل الدائم يقظة لمحو أي انبعاث ديني، والضرب بعنف لا رحمة فيه لكل من يدعو إلى الدين، ولو أدى إلى الموت وهذا بالذات داخل الاتحاد السوفيتي ' من الفقرة السابعة: ومع هذا لا يغيب عنا أن للدين دوره الخطير في بناء المجتمعات، ولهذا وجب أن نحاصره من كل الجهات وفي كل مكان وإلصاق التهم به، وتنفير الناس منه بالأسلوب -انظروا هذا الشرط- الذي لا ينم عن معاداة الإسلام.

من الفقرة العاشرة: ' إن فصم روابط الدين ومحو الدين لا يتمان بهدم المساجد، لأن الدين يكمن في الضمير' استفادوا من تجربتهم أيام لينين واستالين، حينما هدموا المساجد، والكنائس أيضاً والمعابد عموماً فقالوا: إن القضاء على الدين لا يمكن أن يتم بهدم المساجد، لماذا ' لأن الدين يكمن في الضمير، والمطلوب هو هدم الضمير الديني' وإشغال الناس بكل ما يبعدهم عن الإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

ومن الفقرة الثانية عشر: ' خداع الجماهير ومن ذلك أن نقول عن محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنه إمام اشتراكي، فهو فقير وتبعه فقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والرأسماليين، والمرابين، وثار عليهم، وعلى هذا النحو يجب أن نصور الأنبياء والرسل، ونبعد القداسات الروحية والوحي والمعجزات عنهم بقدر الإمكان فهم عباقرة عظماء فقط؛ لنجعلهم بشراً عاديين حتى يسهل علينا القضاء على الهالة التي أوجدوها لأنفسهم، وأوجدها لهم أتباعهم المهوسون '.

من الفقرة الثامنة عشرة: ' نشر الأفكار الإلحادية، بل نشر كل فكرة تضعف الشعور الديني، والعقيدة الدينية، وزعزعة الثقة في رجال الدين، في كل قطر إسلامي ' انتبهوا كم يكررون الفصل بين الشعوب، والعلماء، والطعن في العلماء، واتهام العلماء والدعاة.

يقول في الفقرة التاسعة عشرة: ' لا بأس من استخدام الدين، لهدم الدين، ولا بأس من أداء الزعماء الاشتراكيين بعض الفرائض الدينية الجماعية كصلاة الجمعة وصلاة التراويح وأحياناً العيدين للتضليل والخداع، على أن لا يطول زمن ذلك ' ولا يستمر ولا ينظر إليه على أنه شيء أبدي لكن فقط لمخادعة الجماهير.

ومن الفقرة العشرين: ' إلصاق كل عيوب الدراويش، وخطايا رجال الدين بالدين نفسه ' كل الدراويش كالصوفية ونحوهم كل خطيئة يرتكبونها، وفساد، ونهم وجشع للدنيا وانحراف سلوكي، أو أخلاقي، أو أي عمل يلصق بالدين، فيشوه بالدين من خلال المشوهين ممن ينتسبون إليه.

من الفقرة الحادية والعشرين: ' تسمية الإسلام الذي تؤيده الاشتراكية لبلوغ مآربها، وتحقيق غايتها بالدين الصحيح -هذا هو الإسلام الصحيح- والدين الثوري، والدين المتطور، ودين المستقبل ' هذه الأوصاف كلها للإسلام الذي يضعونه، لا الإسلام الذي أنزله الله تبارك وتعالى على عبده ورسوله محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ' حتى يتم تجريد الإسلام، الذي جاء به محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خصائصه ومعالمه، والاحتفاظ منه بالاسم فقط، لأن العرب إلا القليل مسلمون بطبيعتهم، فليكونوا الآن مسلمين اسماً، اشتراكيين فعلاً، حتى يذوب الاسم كما ذاب معنى ' اشتركيين أو ديمقراطيين فأي تسمية لا تهم.

من الفقرة الثالثة والعشرين: ' وإذا وجدنا من الضروري مهادنة الدين وتأييده، وجب أن تكون المهادنة لأجل ' لاحظوا كم كرروا هذا التنبيه (المهادنة لأجل) فيفتحون الأبواب لما يسمى الانفتاحات أو الحريات حتى تنخدع الشعوب الإسلامية الواقعة تحت سلطتهم، وتبدأ في إظهار أنفسها والدعوة، ثم يكون بعد ذلك الانقضاض والتخطيط.

من الفقرة الخامسة والعشرين: ' الاهتمام بالإسلام مقصود منه: أولاً: استخدام الإسلام في تحطيم الإسلام ' وسنرى عند الحديث عن التطبيق إن شاء الله.

' وثانياً: استخدام الإسلام للدخول إلى شعوب العالم الإسلامي ' للتغلغل ونشر المبادئ الغربية، في شعوب العالم الإسلامي.

السادس والعشرين: ' وباسم تصحيح المفاهيم الإسلامية ' انظروا شيوعيون، يصححون دين الإسلام وينقونه، سبحان الله! قال: ' وباسم تصحيح المفاهيم الإسلامية، وتنقيته من الشوائب، وتحت ستار الإسلام، يتم القضاء عليه بأن يستبدل به الاشتراكية ' أو أي منهج على أية حال.

وهذا إشارة إلى الوثيقة الأمريكية، وقراءة موجزه لبعض ما جاء في الوثيقة السوفيتية، وهناك وثائق أخرى مهمة منها ما ينشر في مجلة المجتمع عن محاضر الكونجرس الأمريكي، وكذلك نشرت في مجلة الوطن العربي محاضر أخرى وجلسات تتعلق بالصحوة الإسلامية، وهناك أيضاً الكتب التي كتبها نيتشل -وأمثاله- عن الصحوة الإسلامية، وهذه منشورة وموجودة، كما نشرت مجلة المستقبل العربي، ونقلتها عنها بعض الكتب الإسلامية الأخرى، وفحواها أن المخابرات الأمريكية عقدت في عام ١٩٨٣م -في تلك السنة فقط- ١٢٠ ندوة لدراسة الصحوة الإسلامية.

ونحن نعلم مقدماً أن هذا لا يخيفنا -والحمد لله- مهما خططوا، لكن يجب علينا أن نعرف واجبنا ونعرف العدو، ونعرف كيف نقاومه، أما أن تخيفنا هذه الأرقام وهذه الخطط فلا تخيفنا إذا اتقينا وصبرنا، {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} [آل عمران:١٢٠] كما أخبر سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إنما نذكر هذا ليحفزنا إلى مزيد من الصبر، ومزيد من التقوى ومعرفة حال هؤلاء وكيفية مقاومتهم.