الشرك شركان، أي من حيث الأصل كقاعدة كبيرة (شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته، والآخر شرك يتعلق بعبادته ومعاملته، فالأول يتعلق بما هو من خصائصه تبارك وتعالى، أما الثاني فهو في معاملته، وفي عبادته، فيما يتقرب العباد به إلى الله عز وجل).
يقول:(وإن كان صاحبه -يعني: الشرك- يعتقد أنه سبحانه لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، لذلك أهل الكلام من الأشعرية والمعتزلة وأشباههم يقولون: معنى التوحيد أن تعتقد أن الله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله).
هل هذا هو التوحيد الحقيقي؟! اعتقاد أنه واحد ليس مركباً ولا مبعضاً، ليس اثنين ولا ثلاثة بل واحد، أي: في ذاته واحد، في أسمائه وصفاته واحد، في أفعاله واحد؟ لا.
ليس هذا التوحيد فقط، هذا جزء من التوحيد، يجب أن يكمل بأن يعبد وحده لا شريك له، يتقرب إليه وحده لا شريك له، فيكون إخلاصك ورجاؤك ويقينك وصدقك وخوفك ومحبتك وإنابتك ورغبتك وصلاتك وصيامك وقيامك وحجك ونذرك كله لله، مع ما يتعلق بصفاته، لكن هم أخطئوا في الصفات كما أخطئوا في المعاملة.