للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الدعوة في أبناء المنطقة]

السؤال

نيريد من فضيلة الشيخ توجيه نصيحة للطلاب الذين يدرسون في المدن، وفي الجامعات، ولكن عندما يتخرجون لا يرغبون في الرجوع إلى المنطقة, علماً أن المدارس وغيرها بحاجة إليهم؟

الجواب

إن الدعوة إلى الله كما في هذه الآية -التي كانت موضوع المحاضرة-: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف:١٠٨] , فيجب على أتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يدعوا إلى الله, ومن درس وطلب العلم الشرعي الذي ينفع ويفيد, فأولى به وأحرى أن ينذر عشيرته الأقربين, والطفيل بن عمرو الدوسي عندما عرف توحيد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جاء إلى قومه وهدى الله تعالى به دوساً, كما دعا لها نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وكذلك كان حال الصحابة الكرام رضوان الله تبارك وتعالى عليهم, ونحن لا نقول إن الإنسان لا يدعو إلى الله إلا في بلده, بل يدعو إلى الله في المدن وفي القرى وفي الأرياف, ولكن من أتيح له أن يأتي إلى بلده وإلى قبيلته وإلى عشيرته وأن يدعو إلى الله فيها, فأنا أرى أن ذلك في الحقيقة أولى.

ويعرف بعض الإخوان أن في الجامعة عندنا, أننا نقول له: اذهب إلى المنطقة, وتعين فيها, وننصحهم بذلك لما رأينا من الحاجة هنا, لأننا كنا نظن أن الدعوة إلى الله في المدن أحوج، نظراً لما تتميز به هذه المناطق الريفية -والحمد لله- من التمسك بالفضائل والأخلاق الطيبة, والعادات الحسنة, لكن لما رأينا أنها قد ابتليت كما ابتلي فيها غيرها, وأن الأمر والحاجة عامة هنا وهناك.

فإذاً ينبغي أن يتوجه أهل هذه المنطقة إليها، وكذلك كل من بقي هناك ورأى أن من المصلحة والخير للدعوة أن يبقى هناك, فالواجب هو الدعوة إلى الله على الجميع وفي كل مكان.