المكتبات مليئة بالغث من الكتب الغير النافعة لذلك تجد الشباب في حيرة في اختيار الجيد والمفيد، ما هو الحل لهذه المشكلة من تنظيف المكتبات من الغث والكتب الضارة؟
الجواب
الحقيقة أن أزمة الفكر والثقافة في الأمة الإسلامية أزمة رهيبة، هناك الآن غزو رهيب غير الكتب، وهي تتمثل في المجلات الفاسدة التي تتاجر بالصور الخليعة -وهذه مع الأسف- لم تعد مقصورة على المكتبات بل غزت جميع الدكاكين، الآن حتى البقالات موجودة فيها، ونخشى أننا لو سكتنا واستمر هؤلاء الناس أن يبيعوها في كل متجر وفي كل مكان، ولاشك أن لهم من وراء ذلك غرض لولم يكن منه إلا الربح المادي لكفاهم، وذلك أنك تأتي -مثلاً- بمائة نسخة من أي مجلة خبيثة في بقالة صغيرة، فتباع جميعاً في يومين أو ثلاثة أيام، وهذا شيء عجيب!! أموال الأمة تذهب في هذا الهراء، فهذا هو الجانب الأول الذي يمسخ الأخلاق والفضيلة في المجتمع.
والجانب الثاني على المستوى الفكري البحت: أن المكتبات الآن تمتلئ بالكتب وبالمؤلفات ولكنها غثة.
والحقيقة أن انتشار الكتب الغثة يعود إلى أمرين: ١ - ضعف المستوى العلمي عند الأمة، حتى أصبحت الأمة تقرأ الغث والسمين أياً كان، والنقد ضعف، فلا يوجد علماء نقاد، بل على العكس الآن لو أن أحداً كتب كتاباً فنقده آخر، لقالوا: هذا ما ينبغي، هذا تشويه، وهذا الكلام غير صحيح، فإن هذا أمر ينبغي علينا فعله، فلولا النقد لما توجهت الحركة العلمية والثقافية التوجه الصحيح، فهذا هو الأمر الأول.
٢ - أن الناس أصبحوا يشترون أي شيء.
وفي هذه المناسبة أنا أتعجب أنني أقرأ في الملاحق الأدبية دائماً أن الكتاب السعودي في أزمة والكتاب السعودي لماذا لا يكون عالمياً، والكتاب السعودي كذا، أنا أتعجب من هذا الكلام!! حقيقة أقول: هل هذا الكلام صحيح؟ إذا اعتبرنا الكتاب السعودي هو ما يكتبه الشعراء السعوديون والقصة القصيرة التي يكتبها الشباب الصغار، فصحيح أنها ليست رائجة ولا تملك الرواج العالمي، لكن كتب الخير رائجة -والحمد لله- خذوا كتب ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز وقد ترجمت إلى جميع لغات العالم، وهي موجودة في كل بيت مسلم الآن تقريباً فكيف تقول: أن الكتاب السعودي ليس منتشراً.
نحن في ذهننا أن الثقافة مفصولة عن الدين، فلهذا نتحسر أنه تقام معارض في خارج المملكة، والكتاب السعودي ليس موجوداً بينما تجد في هذه المعارض أنه لا يمكن أن يقام معرض داخل المملكة أو خارجها إلا وعلماء هذه البلاد موجوده كتبهم فيها، والآن كما يقول بعض الإخوة: نادراً أن تجد مثقفاً في العالم الإسلامي -مثلاً- لا يوجد لديه كتاب التوحيد وكتاب فتح المجيد وأحد شروح كتاب التوحيد التي كتبها العلماء مثل الشيخ عبد الرحمن بن سعدي أو أمثاله.