إن الإيمان بالغيب أصل من أصول الدين، وهو أول صفات المؤمنين كما ذكر ذلك القرآن الكريم، والناس قد يتفاوتون في الإيمان بالغيب، فالإيمان بالغيب لا يكفي فيه الإقرار الذهني فقط، بل يجب الإقرار والتسليم المطلق لله، وقد بين لنا القرآن بعض أحوال الأمم مع الإيمان بالغيب، كحال فرعون وقومه، وحال المشركين في الجاهلية، ثم بيَّن أسباب إنكار هذه الأمم للإيمان بالغيب كعدم الإحاطة بعلمه وعدم تأويله، مبيناً أحوال الإيمان بالغيب وكيفيته، ومتى يتحول إلى شهادة، ومتى تنقطع التوبة والإيمان بالغيب، ولقد بات إنكار الغيب من سمات العصر الحديث -وصار الإيمان بالماديات هو البديل- في نظر الحضارات الغربية والشرقية.
وعلى هذا فإن الإيمان بالغيب يعد فيصلاً بين البشر في حياتهم، فصار سعادةً للمؤمن بإيمانه به، وشقاءً للكافر بجحوده ونكرانه له.