ومن ذلك الإخلاص لله تعالى في الدعوة، هذا كله لا يخفى علينا أهميته -والحمد لله- لكنه إذا انشغل في غمار الدعوة، واستغرق أوقاته فيها، وهي مشكلات كثيرة، وما من شيء تعطيه أوقاتك أو عمرك وما لديك، إلا وتجده يتسع، وخاصة الدعوة وطلب العلم، فمهما بذلت لها فهي أوسع وأعظم من أن يحيط بها جهدك أو وقتك.
ومع هذا الاستغراق وهذه السعة ينسى الإنسان من يذكره بالله تعالى، ويذكره بالإخلاص لله تبارك وتعالى، ومن هنا كان أول ما يجب أن يذكر به بعضنا بعضاً هو الإخلاص، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى}.
فالواجب علينا -جميعاً- أن نجعل أعمالنا وخطراتنا وسكناتنا وأقوالنا، وكل ما نأتي ونذر، خالصاً لله تبارك وتعالى لا تشوبه شائبة، وبذلك نحقق الروح التي تفرق بين الصورة والحقيقة، بين التمثال المنصوب وبين الإنسان الحي الذي خلقه الله تبارك وتعالى في أحسن تقويم.
فإن العمل بلا إخلاص سواء أكان تأليفاً، أم جهاداً، أم كان دعوةً، أم أي عمل آخر، فهو كالتمثال أو الدمية التي لا روح فيها ولا حياة، وإنما حياة الأعمال بالإخلاص لله تبارك وتعالى ومراعاة تقوى الله ومراقبته فيها.