ونقول نصيحة للمسلمين خاصتهم وعامتهم، نوجهها من هذا المكان، نسأل الله عز وجل أن تبلغ إلى كل من ينفعه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بها: إن الحرب هي أولاً مع أنفسنا، والصلح أولاً مع الله؛ فنحارب هذه النفس وهذه الشهوات، وهذه النفس الأمارة بالسوء، ونصطلح مع الله ونتوب إليه، ونعيد لأهل الدعوة قيمتهم واعتبارهم.
فنعيد لرجال الهيئات قيمتهم واعتبارهم، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قيمته، ولكل أمر من أمور ديننا: الحق، والخير، والفضيلة نعيد لها قيمتها واعتبارها، ونكف عن كل المعاصي، غيروا وانظروا ماذا ستكون النتيجة! والله ليغيرن الله هذا الحال، ويكون هذا نصراً عظيماً جداً نفتخر به مدى الأزمان، ونظل نقول: الحمد لله الذي جعل هذه المشكلة سبباً لتغيير أحوالنا.
فإذا بقينا على حالنا، نتعلق بالأسباب المادية، ونسينا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، واستمر صاحب الغناء في غنائه، وصاحب المنكر في منكره، ومحلات السياحة في فسادها، ومحلات الخياطة والتعري في عملها، وتارك الصلاة ظل تاركاً لها، والذي يريد تغيير تسجيلات الغناء إلى تسجيلات إسلامية يمنع، والذي يريد أن يتوب لا يجد من يشجعه، فإذا بقينا هكذا؛ فالعذاب قادم، ونعوذ بالله أن يعذبنا، ولكن نسأل الله ونتضرع إليه ألا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منا، وأنه إذا وقعت العقوبة والفتنة، أن يتوفانا غير مفتونين.
فيجب أن نتوب؛ لنلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ونحن على توبة وإيمان، فواجبنا عظيم وكبير ولا يستهان به، ولا تقل: ماذا أفعل؟ فأنت تعظ، وهذا يخطب، وهذا يعقد المجالس ليذكر الناس بالله:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأعراف:٩٦] فإذا أعرضنا، وعصينا؛ لا بد أن يصيبنا النقص: نقص في الوظائف والعملة والأرزاق.
نذكر الناس ونعظهم ونعظ أنفسنا قبلهم، ونقول كلمة الحق التي سيحاسبنا الله تعالى عليها، لماذا لا نقولها وفيها الخير لنا وللأمة؟ وأقول: علينا ألا ننام هذه الأيام، وألا نهنأ بأكل ولا شرب، ليس ذلك لأننا نخاف من الموت، أو لأن هؤلاء سينتصرون، لا والله، لكن لأننا سنسأل عن العلم الذي لم ننشره، والدليل الذي لم نبلّغه، وعن الحق الذي لم نصرّح به ولم نقل إلا بعضه، وربما لم نقل شيئاً منه، فلو تحرك العلماء والقضاة والمسئولون كل بحسب مسئوليته، نحو التضرع والتوبة والإنابة والاستغفار لكان أفضل وأخير لنا، أما بدون ذلك فالمسألة ستكون مجرد مهاترات.