الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فجميلٌ بنا ونحن نستقبل شهر رمضان العظيم: أن نقف قليلاً بقلوبنا وعقولنا وأسماعنا، لنستمع إلى هذا النداء الرباني الذي تكرر عشر مرات في هذا الحديث الجليل الذي قال عنه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى ورضي عنه-: ' هو أشرف حديث رواه أهل الشام '.
لأنه من رواية أهل الشام، رواه التابعي أبو إدريس الخولاني عن الصحابي الجليل أبي ذرٍ جندب بن جنادة رضي الله تعالى عنه.
وكان أبو إدريس إذا حدَّث بهذا الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جثا على ركبتيه من شدة وقعه عليه وتأثره به.
وفي هذا الحديث عشرةُ نداءات من الله -تبارك وتعالى- يرويها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مما تعلمونه جميعاً ويعرف بالحديث القدسي، الذي يرويه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه عز وجل، فالألفاظ التي فيه نبوية، والمعاني ربانية.