إن أغراض الغرب في مجيئه إلينا كثيرة، فمنها: البترول، ولكن قبل البترول هناك الغرض الأساسي وهو إذلال هذه الأمة، وضرب الصحوة الإسلامية، وقد نشر في (١١) من ذي القعدة على لسان أحد المسئولين في الإدارة الأمريكية، ما معناه: هل تتخوفون من قوة العراق الضاربة في المنطقة؟ فكانت الإجابة: لا، لأن العراق يشكل أكبر قوة في المنطقة لضرب الصحوة الإسلامية التي أخوف ما نخاف، وهذا الخبر قد نشر سابقاً.
ووزير الخارجية البريطاني يقال له: كيف موقفكم مع العراق طوال السنوات الماضية؟ وما هو موقفكم الآن؟ قال: إن موقفنا مع العراق -سابقاً- كان المساندة له، فهذا أمر حتمي؛ لأنه كان يحارب الأصولية الإيرانية، ثم قال: وأكثر ما يزعجنا الآن هو أن تتحالف القومية مع الأصولية الإسلامية ضد موقفنا لتأييد صدام، فهو يقول: عندما كان صدام يحارب الأصولية في إيران وقفنا معه وساندناه، وعندما وقفت الأصولية مع صدام حاربنا صدام وهذا كلام واضح.
فالهدف الغربي هو: إذلال الأمة الإسلامية، وضرب الصحوة الإسلامية، واستنزاف المنطقة؛ لأنها منطقة مهيأة لأن تقود العالم، فـ روسيا الآن قد أصبحت تابعاً لأمريكا، وأساطيلها جزء من القوات التي دعت إليها أمريكا، وكلهم ضدنا نحن:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة:٥١] فالشاهد: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[المائدة:٥١] فهل جاءت أمريكا لتحمي الكويت رحمةً بها؟! إن الغرب كلهم ليس فيهم رحمة على أحد إلا على الإنسان الأوروبي فقط، فهل سمعنا أن هناك مشكلة حدود بين أي دول أوروبية؟ لم نسمع بذلك؛ وبعد العام القادم، ستكون أوروبا دولة واحدة، إذاً الأساطيل والحشود لمن؟ وهذه المليارات التي تنفق على التسليح لمن؟! إن كل ذلك من أجل مواجهتنا، وقد جاءتهم هذه الفرصة، أو أنهم خططوا لها، المهم أنهم بدءوا يتوافدون، وسيتوافدون علينا لهذا الغرض.
فـ أمريكا من أجل هذا الحدث البسيط أرغمت أسبانيا، واليونان، وتركيا على استخدام القواعد التي في أرضها، وأخذت منهم صلاحيات واسعة في ذلك، واحتلت وطوقت المحيط الهندي، وبحر العرب والبحر الأبيض المتوسط، والمنطقة بكاملها ابتُلعت من أجل الكويت، فهم أناس يخططون للمدى البعيد.
ونحن لا نقول هذا من أجل الإخافة، فوالله إننا كما نؤمن أن الشمس ستشرق غداً -بإذن الله- نؤمن أن النصر لهذه الأمة -بإذن الله- لكن لمن؟ وعلى يد من؟ نحن نحتاج إلى معرفة هذه الأمور الأساسية.