إن الشريعة الإسلامية منهج شامل لكل ما يتعلق بمصالح البشر، ولقد اهتمت هذه الشريعة بعلاقة العباد مع بعضهم البعض، حتى إنها لم تغفل العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين من أهل الديانات الأخرى.
ولقد ركزت الشريعة في الأحكام المتعلقة بغير المسلمين بمن هم بين ظهراني المسلمين، والذين يسمون أهل الذمة، فقد تناول أحكامهم المتعلقة بهم عدد من أعلام المسلمين، منهم العلامة ابن القيم رحمه الله ومن ضمن هذه الأحكام: منع استعمال أهل الذمة في مناصب يمكنهم من خلالها الاطلاع على أسرار المجتمع المسلم.
وقد أظهر التاريخ الأثر الخطير الذي يترتب على مثل هذا العمل، وما يمكن أن يجره من ويلات على المسلمين.
ولقد بين ابن القيم المنهج الصحيح في التعامل مع أهل الذمة، حيث أورد الأمثلة على ذلك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن جاء من بعده من الخلفاء الراشدين، ثم أردف ذلك بذكر أمثلة على عداوتهم للمسلمين، وسعيهم لتقويض أركان الدولة الإسلامية.