للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أثر الجهاد الأفغاني على روسيا]

السؤال

ما أثر الجهاد الأفغاني على روسيا؟ وهل انسحاب الروس الحاصل هو عن عجز أم خطة جديدة لـ روسيا؟

الجواب

أما أثر الجهاد الأفغاني على روسيا، فبالطبع كانت تجربة مُرة، لم يكن يتوقع الاتحاد السوفيتي، حتى أعداء إعادة البناء المحافظين أشد المحافظة، لم يكونوا يتوقعون تلك النتيجة التي حصلت ولله الحمد على يد هذا الشعب المسلم، ولذلك لجأوا إلى المناورات السياسية كما رأينا.

الآن أعلن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية معاً الاتفاق على إعادة الملك، وأن يتولى الأمور في أفغانستان ولو لفترة وجيزة، بديلاً عن المجاهدين وعن نجيب الله معاً، وهذا من نتائج الوفاق الدولي الذي نقول في ظل الوفاق سنجد أنفسنا في مواقف صعبة للغاية.

المقصود أن الجهاد الأفغاني كان له أثر كبير جداً، وجورباتشوف استطاع أن يوظف هذا لمصلحة إعادة البناء، ويعتبرها من الأخطاء، ويقول: لو أن إعادة البناء كانت مطبقة من قبل أو كان لها رأي أو دور بارز لما كان هذا التدخل.

فقد قال في كتابه - ولا بد أن يتطرق هذا الكلام إلى الأذهان - نعم هذا البلد اضطررنا أن نتدخل فيه لمّا أن رأيناه يكاد أن يقع في قبضة الإمبريالية الأمريكية، وبيننا وبين أفغانستان اتفاقية دفاع مشترك، وقد طلبت منا أكثر من عشر مرات الحكومة الأفغانية التدخل لتخليصها من يد الإمبريالية.

فاضطررنا حماية للإنسان الأفغاني -كالعادة في الشعارات - ويقول: كنا نأمل أن نصل إلى حل عاجل في القضية، ولكن تزويد أمريكا للثوار بصواريخ (ستنجر) وأمثالها مما يؤجل في عملية الحل والحسم في أفغانستان، وبالطبع في المنظور القريب إن لم يجمع الناس على عودة الملك -وطبعاً لن يجمعوا- سوف تقسم أفغانستان هذا هو المتوقع! ونسأل الله أن يعين إخواننا المجاهدين هناك على أية حال، ولكن هناك بوادر لتقسيم البلد إلى منطقة شيوعية وإلى منطقة أخرى للمجاهدين، أو شكل من الأشكال والله أعلم ماذا يكون بعد ذلك.

أما الجواب عن الطرف الثاني من السؤال وهو: انسحاب الروس عن عجز أم فيه خطة.

أقول: الاثنان معاً.

أولاً: فيه خسائر فادحة.

ثانياً: الخطة واضحة انسحب الروس، ولم ينسحبوا جميعاً بل بقي المستشارون والعقول المدبرة.

ثالثاً: أرطال المساعدات تتدفق إلى أفغانستان إلى الحكومة الشيوعية.

رابعاً: المليارات تتدفق أيضاً عليهم.

خامساً: في المحافل الدولية ما زال الاتحاد السوفيتي مصراً على رأيه في أن أمريكا مع المجاهدين، فهو لا بد أن يكون مع الشيوعيين.

فاللعبة ستطول، وكسب جورباتشوف من جهة نوعاً من حفظ ماء الوجه بالانسحاب، ومن جهة أخرى يريد أن يكسب الموقف في النهاية وهو فرض حكومة قريبة من الشيوعية أو شيوعية في منطقة ما -على الأقل- وإن تم التقسيم، لن يفرط هؤلاء المجرمون بسهولة، ولا نقول هذا تثبيطاً، فالمستقبل للإسلام، والأمل موجود، لكن يجب أن نضع الحقائق ونترك الأحلام العاطفية الهائجة.