للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[حكم التورية]

السؤال

ما حكم التورية؟ وهل ورد ذلك عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

الجواب

التورية والمعاريض وردت في مواضع منها ما ذكر السؤال في السيرة ومنها غير ذلك، والضابط لها هو ألاَّ تكون كذباً صريحاً، بأن يفهم السائل أو المخاطب فهماً من النص، ولكن المتكلم يريد غير ذلك، ولكن ما فهمه صحيح من حيث اللفظ، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال للرجل: {نحن من ماء}، وهذه حقيقة فنحن خلقنا الله من ماء، لكن من ماء مهين، والأعرابي ظن من موضع فيه ماء، وكما قال الخليل عليه السلام: هذه أختي، ففهم المخاطب أنه يعني أخته شقيقته، وهو أراد أخته في الدين.

فهذه اللفظة صحيحة من زاوية المتكلم ويقصد بها معنى آخر، ويظن بها المستمع معنى صحيحاً، وأمثال ذلك كثير، ونحن قد نحتاج إلى المعاريض، ولكن ليس أسلوب المؤمن هو المخادعة، ولا أسلوب السياسة الحديثة -الغاية تبرر الوسيلة- بل المؤمن إنسان صادق، لكن تأتي مواقف يضطر فيها إلى أن يقول بالمعاريض أو التورية؛ لأن المؤمن لا يكذب، ومع ذلك يُراعى ألاَّ يكثر من المعاريض؛ لأن الإكثار من أي شيء قد يخرج الإنسان عن الحد الشرعي له، وربما تجاوزه إلى المذموم.