للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بشائر النبي صلى الله عليه وسلم بأن المستقبل لهذا الدين]

نقول هذا إذا حدث، قد يكون وقد لا يكون، ولكن يهمنا أن نذكر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشر بهذا كله في أحاديث كثيرة.

بشر في آخر الزمان بسيطرة الأمة الإسلامية وتفوقها، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بـ الأعماق أو بدابق} والروم هم الغرب، ((الم * غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم:١ - ٢] وهي (الامبراطورية الرومانية) كانت أوروبا امبراطورية شرقية وامبراطورية غربية، وأوروبا كلها هي الروم، {تقوم الساعة والروم أكثر الناس}، أي: أقوى الناس، والأكثر في لغة العرب من معانيه: الأقوى والأظهر {لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بـ الأعماق أو بـ دابق} وثم أحاديث كثيرة لا يمكن أن نستعرضها ولكن ليرجع إليها في صحيح مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة.

من أهمها حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، ونافع بن عتبة، لما قال نافع رضي الله عنه قال: {قدم إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أناس من جهة المغرب، يعني من غرب المدينة فانفرد بهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرجت إليه خشيه أن يغتالوه فإذا به يقول: تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله لكم، ثم تغزون فارس، فيفتحها الله لكم، ثم تغزون الروم فيفتحها الله لكم، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله لكم، قال نافع بن عتبة رضي الله عنه لـ جابر: قال يا جابر، أُرى أن الروم تفتح قبل الدجال}.

ومع ذلك أيضاً نذكر الحديث الآخر الذي يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه، أن المسلمين سينقسمون إلى ثلاث فرق -وهو حديث صحيح ومعروف- أثناء المواجهة مع الروم اليوم الأول ثم الثاني ثم الثالث، ثلاث فرق تكون في المعركة مع الروم، فرقة يفرون لا يرضى الله عنهم أبداً -عياذاً بالله- وثلث يقتلون وهم من خير الشهداء عند الله، والثلث الثالث تكون الدائرة لهم بإذن الله.

وفي الحديث الآخر يقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: {سُئل رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي المدينتين تفتح أولاً قال: مدينة هرقل تفتح أولاً قبل روميا} فـ القسطنطينية تفتح أولاً، ثم تفتح روما، أو روميا مقر البابوية الكاثوليكية، وهي العاصمة الدينية لـ أوروبا.

إذاً عندنا بشائر والحمد لله بأن المستقبل في الأخير للإسلام، مهما توحد الغرب، وأنه مهما حصل من معارك على يد الغرب فالنهاية للمسلمين بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكني أعود فأذكر وأوجز، أن الواقع الآن، والمستقبل القريب منذر بخطر عظيم يستدعي منا أن تتضافر الجهود جميعاً لبيان معنى لا إله إلا الله، لبيان الولاء للمؤمنين، والعداء للكافرين، ولبيان حقائق الإسلام، كما أنزلها الله تعالى، وكما بلغها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما طبقها السلف الصالح وأصلوها في كتبهم، وبإلغاء بل بمحاربة شديدة لكل دعوى تدَّعي أنها تبدل أو تغير أو تجدد في دين الله سبحانه ما ليس منه فتجعله مرناً أو عصرياً، إلى آخر الدعاوى التي يأتي بها هؤلاء الذين سينبتون على أعين الغزاة الروم الجدد.