ومن العبر التي يجب أن نأخذها هنا، أن الغرب لا يملك عقيدة تواجه العقيدة الشيوعية، ولذلك لجأت أمريكا وحلفاؤها إلى اختلاق أحزاب اشتراكية وأحياناً الشيوعية لكنها أمريكية، لما رأوا أن الشيوعية تكاد أن تنتشر وتكتسح العالم، أصبحت أمريكا بنفسها ترعى أحزاباً الشيوعية وتربيها، ثم تحكم المنطقة فتكون قد استهلكت الشعارات، فأخذت الشعار، لكن الحكام الماركسيون الاشتراكيون هم في الحقيقة أمريكيون، يتوجهون أيضاً بتوجه أمريكا، وذلك أيضاً بسبب طغيان هذا المبدأ.
الحيلة الأخرى التي لجأ إليها الغرب أنه لجأ إلى إشاعة الإباحية والانحلال في الشعوب التي يخشى عليها من الشيوعية، لأن الانحلال يضعف أصحابه عن اعتقاد أي عقيدة -أياً كانت- وكما هو معلوم أن الشيوعية عقيدة ومبدأ وثورة، ولهذا حرصت أمريكا أن تكون الدول التي تدور في فلكها أو مواليةً لها أن تكون دولاً منحلة مترفة، بعيدة كل البعد عن كل منهج يمكن أن تحمله، ولا يمكن أن تتحمل أي عقيدة، فهذا يعطي نوعاً من الحصانة ضد تغلغل الفكر الشيوعي، لأن الناس ليس عندهم أي استعداد لقبول أي مبدأ، وإنما يعيشون لشهواتهم ويفكرون في شهواتهم، ويمضون أي شيء من أجل هذه الشهوات، ثم بعد ذلك الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لهم بالمرصاد.