وقد قال تعالى في الحديث القدسي:{من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب}، وفي بعض الروايات {إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب} والليث الحرب هو: الذي تشتد عداوته وتشتد شهوته للبطش والانتقام، فلا يعرض له عارض إلا وهجم عليه بأشد ما يمكن، وأنشب أنيابه وأظفاره فيه، فهذا يقال له: الليث الحرب، فالله يثأر وينتقم لأوليائه إذا تعَّرض لهم معترض كما يثأر الليث الحرب، ولهذا لم يُعادِ دعوة الله تعالى أحد إلا كبه الله على وجهه في الدنيا والآخرة، بالذل والخزي في الحياة الدنيا، وبالنار يوم القيامة.
فالذين يستهزئون بأولياء الله، والدعاة إليه، أو ينالون منهم، أو يقعون في أعراضهم، أو يؤذوهم بما هو أكبر من ذلك، فليستعدوا لمثل هذه العقوبة، وليعلموا أنهم إنما يُحاربون الله، وأن الذي سينتقم منهم هو الله تعالى؛ لأن الواجب على المؤمن أن يكون أخاً لأخيه المؤمن، وأن يكون له مؤازراً ومناصراً، وإن لم يكن كذلك فلا أقل من أن يكف عنه أذاه وشره.
أما أن يُصبح المؤمن عوناً على أخيه المؤمن ولا سيما إن كان من أولياء الله، ومن دعاة الحق، ومن أهل الذكر، وممن نفع الله بهم من العلماء والدعاة والفضلاء، فإن ذنبه أقبح وإثمه أعظم، وما عليه إلا ينتظر الوعيد الذي توعَّده الله به، ومن يغالب الله فإنه يغلب.