إنه ليس سراً أن نقول: إن زعيمي هذا الوفاق كل منهما كان رئيساً للاستخبارات في بلده، ومعلوم حال الاستخبارات سواء في الاتحاد السوفيتي أو في الولايات المتحدة الأمريكية، تدبير المؤامرات، والانقلابات، وعدم التورع عن أي جريمة مهما كانت، وارتكاب أي فظيعة من الفظائع، والإقدام على أي عمل مهما كان شنيعاً وبأي معيار ديني أو خلقي، هذه صفة ووظيفة المخابرات في هذا العالم الطاغي الصليبي الحاقد، وكل من الرجلين كان رئيساً للاستخبارات في بلده أمداً طويلاً، ومن هنا فالقرارات المتخذة لا بد أن تنطبع بالصفات الشخصية لكلا الزعيمين.
وإذا وضعنا في الاعتبار من يسيَّر هذين، لعلمنا أنها هي القوى اليهودية الخفية المتسترة لعلمنا إلى أي جحيم يمكن أن تلقى به الإنسانية، ولا سيما العالم الإسلامي في ظل تحكم هذه القوة الصليبية المتحدة.
والكل يخاف من العالم الإسلامي، ويُحذِّر من الصحوة الإسلامية، وينادي بالويل والثبور إذا تمكن المسلمون من تحقيق أدنى شيء وأدنى قدر من الحرية أو من الدعوة إلى دينهم الذي يدينون به، وهذه حقائق وأدلتها كثيرة جداً.
ونستطيع أن نستعرض ونذكر ما صرح به الرئيس ميتران عندما تكلم عن الجهاد الإسلامي في فلسطين، يقول بالحرف الواحد: 'إن الذي يحدث في المناطق المحتلة يهدد بانتشار وباء التطرف الإسلامي في كل المنطقة' فهو يسمي عودة المسلمين إلى دينهم تطرفاً إسلامياً، ويعتبره وباءً، كما يسمى الطاعون أو الكوليرا أو الإيدز وباءً، هذا هو الوباء الذي يمكن أن ينتشر.