[جدية الأمريكان في الإعداد لحرب الخليج]
ثم بعد ذلك حصل إنزالان إمريكيان: الإنزال الأول: في غرنادا.
والثاني: في بنما، وقد صرحت الأجهزة الأمريكية المسئولية، وكذلك بينت الصحافة أن هذا الإنزال في بنما إنما هو عبارة عن نموذج أو (بروفة) للإنزال في الخليج، وهذا قبل بضعة أشهر.
وذكروا في جملة ما ذكروا أيضاً: أن الإنزال في بنما تم بإنزال (١٠ آلاف) جندي في ٨ ساعات، أما إذا كان يُراد إنزال (٢٠٠) أو ٢٥٠ ألف) جندي في الخليج فإنه قد يستغرق مدة (٢١ يوماً) باعتبار المسافة والبعد، فتُستكمل التجهيزات في خلال (٢١ يوماً).
ومن الأمور التي يجب أن نعلمها: أن الإعداد كان جاداً وكان صادقاً؛ فقد تم تدريب هذه الفرقة الـ (٨٢) وغيرها في صحراء نيفادا وهي صحراء أمريكية في أجواء مشابهة لأجواء الشرق الأوسط، ولصحرائنا العربية! وأكثر من ذلك أنهم اختاروا نوعية المجندين والمجندات، من الجنس القريب للجنس العربي -أي: من الجنوبيين- ومن الأصول الأسبانية في جنوب أمريكا وأمريكا الوسطى؛ وأكثر من ذلك أنهم علموهم اللغة العربية -وباللهجة البدوية- وكيف يعيش أحدهم في الصحراء، ويتكلم اللغة العربية، ويلبس اللباس العربي؛ وقد نشر في ذلك عدة كتابات صحفية كان من آخرها ما نشر في جريدة عرب نيوز من أن أحد هؤلاء -الذين يجيدون اللغة العربية في الجيش الأمريكي- دخل في بعض المحلات في الظهران أو الخبر وتكلم معهم باللهجة البدوية، واشترى وخرج ولم يعرفوه، بل ظنوا أنه عربي بدوي مقيم في تلك المنطقة.
والقضية التي -حقيقة- تستحق أن نقف عندها، لننتقل إلى الحل وإلى العلاج بعد ذلك، وهو المهم جداً -أن هؤلاء الناس- مهما قلنا عن الضرورة التي جاؤوا من أجلها، أو المبرر الذي جاؤوا من أجله، وأن الموقف لم يكن يحتمل إلا ذلك؛ فكل هذا شيءٌ ندعه جانباً، ولكن الشيء الذي أصبح واقعاًً ملموساً بين أيدينا هو: ماذا يجب علينا أن نفعل إزاء هذه المشكلات؟ بدايةً يجب أن نشير إلى ما نشر في الصحافة الأمريكية وفي غيرها؛ عن بعض المخاطر التي يجب أن نتنبه لها في هذا المجال.
ومن ذلك: ما نشر في جريدة عرب نيوز نقلاً عن محلات لبيع أدوات التجميل وكريمات ودهانات الحرارة بعنوان: (صفقة سماوية) يقصدون بذلك تضخيم صفقة البيع، لمجمع تسويق (كيمارك).
وهي عبارة عن: طلبات نسائية -طلبتها المجندات اللاتي سيذهبن إلى الخليج - وتحتوي على (٥٥٠٠) زجاجة من كريم منعم للجلد، و (٢٤٠٠) علبة لطرد الحشرات، و (٥٥٠٠) أنبوبة مرطب شفائف، و (٥٥٠٠) علبة بودرة أقدام، و (٥٥٠٠) زجاجة لكريم الجلد ضد الشمس.
ولا يخفى على أحد منكم لأي شيء سوف تستخدم هذه، وفي أي مكان يمكن أن تستخدم.
وهناك قضية أخرى لابد أن نعيها جانباً وأن نحذر فيها، فالله تعالى أمرنا أن نأخذ حذرنا، وأمرنا أن لا نركن إلى الكفار وأن لا نصدقهم وأن نحتاط منهم- وهي أنه ظهرت عدة تصريحات -غريبة في الواقع- ونشرتها الصحف الأمريكية -وبعضها موجود لدي على قلة تتبعي، وضعفي جداً في هذا المجال، لكنها في أعداد الأسبوع الماضي وما قبله- عن أن هذه القوات سوف تقيم طويلاً إن خرجت من بلادها.
وأما الرئيس بوش بنفسه فقد صرح الأسبوع الماضي: 'بأن وجود القوات الأمريكية رهن باستقرار الأوضاع في المنطقة'.
وهذه عبارة لا يمكن أن يفسرها إلا هم (فمتى تستقر الأوضاع؟) لا ندري، فهم الذين يحكمون بأنها استقرت أو لم تستقر.
فأما وزير الدفاع الأمريكي في المقابلة التلفزيونية -أيضاً- والتي نشرت صحفياً، فإنه يقول: " لسنا على استعداد أن نرجع كل عشر سنوات إلى هذه المنطقة المتفجرة من العالم " وكذلك هناك تصريحات وكتابات أخرى مثل ما نشر في التايمز العدد ٣٥ الثلاثاء الماضي ١٩٩٠م.