للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عداوة أهل الذمة للمسلمين]

ثم يُعقِّب ابن القيم رحمه الله: فصل في سياق الآيات الدالة على غش أهل الذمة للمسلمين وعداوتهم، وخيانتهم وتمنيهم السوء لهم، ومعادة الرب تعالى لمن أعزهم أو والاهم أوولاَّهم أمور المسلمين، وذكر آيات كثيرة في أربع صفحات، ثم ذكر بعد ذلك حكم التولية.

ثم قال: ولو علم ملوك الإسلام بخيانة النصارى الكُتَّاب، ومكاتبتهم الفرنج أعداء الإسلام، وتمنيهم أن يستأصلوا الإسلام وأهله، وسعيهم في ذلك بجهد الإمكان، لثناهم ذلك عن تقريبهم وتقليدهم الأعمال.

ثم ذكر الأمثلة على ذلك من قصة أحد الملوك الذي كان يُسمى الملك الصالح، فقال: دخل بعض العلماء ليعظه والعلماء كانوا يعظون كلاً بحسب فهمه وعقله، فالخليفة العالم يكتبون إليه آيات وأحاديث وعلم وفقه، وهذا الملك الصالح لم يكد يفهم الآيات والعبر، فوعظه هذا العالم بموعظة تناسب فهمه وهو في مجلس الكُتَّاب والقضاة والعلماء، فقال له: إن النصارى لا يعرفون الحساب ولا يدرونه على الحقيقة؛ لأنهم يجعلون الواحد ثلاثة، والثلاثة واحداً، والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} [المائدة:٧٣] وأولو أمانتهم وعقد دينهم: باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد، فأخذ هذا المعنى بعض الشعراء وقال في قصيده له:

كيف يدري الحساب من جعل الـ ـواحد رب الورى ثلاثة

ثم قال: كيف تأمن أن يفعل في معاملة السلطان كما فعل في أصل اعتقاده، ويكون مع هذا أكثر النصارى أمانة؟! وكلما استخرج ثلاثة دنانير دفع إلى السلطان ديناراً، وأخذ لنفسه اثنين، ولاسيما وهو يعتقد ذلك قربةً وديانة!! فانصرف القوم، واتفق أَنْ كَبَتْ بالنصراني فطنته، وظهرت خيانته، فأريق دمه، وسلط على وجوده عدمه إلى أن يقول: وفيهم يقول عمارة اليمني وذكر قصيدةً له.

وعلى كل حال؛ فكتاب أحكام أهل الذمة لـ ابن القيم رحمه الله موجود، وهذا بعض ما فيه حول تولية اليهود والنصارى واستعمالهم والاستعانة بهم.