أحياناً لا أجد القدرة على حفظ الورد الذي فرضته على نفسي من القرآن؛ بحيث أجد في نفسي إعراضاً وضيقاً، وهذا لا يحدث قليلاً بل كثيراً مما أدى إلى استيائي وخوفي من سوء العاقبة، فما العلاج، جزاك الله خيراً؟
الجواب
إن الله لا يمل حتى تملوا، فالإنسان يأخذ نفسه باليسر، فإذا كان الأخ قد ألزم نفسه بقسط كبير فليخففه، وإذا وجد أن نفسه غير قابلة لهذا الخير، ولهذا النور العظيم، وأنها قد صدأت وأظلمت؛ فليرققها قبل أن تتسلط عليه، وليعظها وليذكرها بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وليعالجها؛ ثم بعد ذلك يأتي إلى ما يريد من الخير، ولا يكره نفسه على أمر هي تكرهه؛ فربما تنفر منه، ولا شك أن هذا دليل على شيءٍ في القلب، وقلَّ من ينجو قلبه من مثل ذلك، وهذه حكمة من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فأنت قد تخشع في صلاة الفجر ولكنك قد تجد قلبك قاسياً في صلاة الظهر، سبحان الله! وهكذا في المغرب والعشاء رغم أنهما متقاربان، فتجد خشوعاً في هذه وقسوة في تلك، وهكذا تجد أننا نحتاج إلى أن نجدد وأن نتعاهد إيماننا، وأن نأخذ أنفسنا بما نستطيع ولا نكلفها ما لا تستطيع، وأن نجاهدها في ذات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فنجدد إيماننا دائماً، ونذكر أنفسنا باليوم الآخر، وبما أعده الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الفوز العظيم لمن أطاعه، ومن الشقاء والعذاب -عافاني الله وإياكم- لمن عصاه وخالف أمره، وأن نُذكِّرها بحال السابقين الصالحين لتقتدي بهم وتتأسى بهداهم وهكذا، فلعلها تستنهض الهمة فيها -بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ولا يشق الإنسان على نفسه فيصبح في مثل هذه الحالة الحرجة.