للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[النقل الجماعي والشريط الخبيث]

السؤال

نرجو من فضيلتكم توجيه نصيحة لشركات النقل الجماعي التي توظف عمالاً أو سائقي باصات من النصارى، وقد وجد مؤخراً شريط يباع في عدة تسجيلات يحمل الكثير من الخبث ويباع بريال واحد؟

الجواب

هاتان قضيتان الأولى تتعلق بشركة النقل الجماعي، وقد بلغنا أن بعضاً من الحافلات قد يكون السائق فيها نصرانياً، ويفتح المسجل ويضع فيه شريطاً تنصيرياً.

وبعض الحافلات على الطريق الطويل فيها تلفزيون أو فيديو وتعرض أفلاماً غير لائقة، فهذه بعض الملاحظات على النقل الجماعي، نرجو التأكد منها والتثبت من ذلك، وعلى أية حال فالمهم أن التناصح واجب بيننا وبينهم.

وأنصحهم بنصيحة أخرى وهذه منذ زمن وأنا أتحين الفرصة لها، أن شركة النقل الجماعي توظف في بعض ورشها، أو في كثير منها النصارى، وأسوأ من ذلك أن بعضهم إذا أسلم، فإنه لا يعامل المعاملة اللائقة، فلعل هذا الصوت يصل إليهم إن شاء الله، ولعل من فيه غيرة منهم -ونرجو أن يكونوا كثيرين إن شاء الله- أن يهتم بهذا الموضوع.

والموضوع الآخر يقول الأخ: إن هذا الشريط كما ترون وهو شريط مغلف وملون بشكل جميل، يبدو أنه باللغة التركية -والله أعلم- يقول: وهذا الشريط يباع بريال واحد في تسجيلات -ذكر اسمها- وهو من أقبح الأشرطة، وهو وسيلة لمحاربة دين الله.

علماً بأنه لا توجد أي تسجيلات إسلامية تبيع بهذا السعر، كيف يعقل أن تكلفته وتسجيله ريال واحد؟! إذاً الأشرطة مدعومة، ولها أغراض خبيثة، أو وراءها ما وراءها، وإلا كيف يكون بريال واحد لاغير؟ كل واحد يحللها بما يشاء.

والمقصود هذا الخبث والخلاعة، والفجور، والتنصير وبريال، هذا ريال للمفرد، والذي يأخذ بالجملة، فبكم سيكون؟ معنى ذلك أن هناك أيادٍ خبيثة تريد أن تهدم الإسلام والعقيدة الصحيحة، ولنفرض أنه لا يشتريه أو لا يسمعه إلا من يفهم هذه اللغة -إن كانت تركية أو أي لغة- أليس من الواجب علينا- وهؤلاء بين ظهرانينا- أن نعلمهم العقيدة الصحيحة وندعوهم إلى الله.

كم عندنا من الدروس باللغة التركية في جدة؟، لا أعرف درساً، مع أن الأتراك في جدة بالآلاف، فانظروا المطاعم، وهناك شركات كثيرة وغيرها ولا يوجد درس واحد لهم! إذاً فنحن قد تركناهم فريسة لهؤلاء، فيأتي هؤلاء بهذه الأشرطة، وأشرطة الفيديو أخبث، ومجلات تأتي من تركيا أخبث، وليست تركيا وحدها، هذا مثال فحسب، وهناك أيضاً الفلبين وتايلاند وعندك من هم أشد، ونحن المقصرون في هذا الواجب، نسأل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يوفقنا لتلافي ذلك، وأن لا يجعل حديثنا دائماً على سبيل أن نلوم أنفسنا أو بعضنا يلوم بعضاً، نريد أن يدفعنا كل ما يأتي من هذه الأمور للعمل، فلنفكر جميعاً على الأقل فيما نستطيع.

أنا آخذ كتيبات باللغة التركية، وأعطي صاحب المطعم الذي بجواري في الحي، واشتري منه، إن كان يفهم اللغة العربية أيضاً أكلمه بها.

وبالمناسبة -أيضاً- لو كان عندكم بعض الكتب عن الرافضة أو عقائدهم فاعطوهم إياها؛ لأن كثيراً من الأتراك المتكلمين باللغة العربية، والذين يعملون بالمطاعم والمسالخ هم نصيرية علوية، فهم من أقبح أنواع الرافضة من جنس النصيرية الذين في سوريا.

إذاً لا بد أن ندعوهم إلى الله ونعرفهم العقيدة الصحيحة، وإلا حرمت ذبيحتهم علينا وأكلهم وطبخهم، ولا ندري فهم -أيضاً- يتعمدون أن يفسدوا علينا شيئاً من ذلك.

وللأسف أن المرء منا يأتي بالعمال أياً كانوا، فيهمه أنهم متميزون في نظره ويقومون بالواجب في الشغل، ولا يسأل عن دينهم ولا عن عقيدتهم، وأيضاً الزبائن من أمثالنا، يهمه أن يشتري ويمشي، ولا يفكر كيف يدعوهم، وهكذا نصبح نحن المقصرين بكل حال، ونحن مسئولون بأي حال.

هذه العبر سواء ما يتعلق منها بالواقع العالمي، أم بالواقع المحلي، أم ما نراه من مثل هذه النشرات والأشرطة والدعايات والبضائع، وكل هذه تذكرنا أن عقيدتنا مستهدفة، وأن الواجب علينا أن نحافظ عليها، ولا يكفي أن نقول -الحمد لله- نحن مسلمون وطيبون وموحدون ونحن ما قلنا: إننا مشركون، لكن قد ننسى هذا ونضيعه، وقد نصير إلى حالة، كما ذكرها الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:١٠٦] شَعَرَ أو لم يشعر.

تنتشر شعائر الكفر وتنتشر معالمه وتنتشر دعاياته، ويحبب إلى نفوس الناشئين من الأجيال، غير ما في البث المباشر ومصائب الدشوش وغير ما في الصحف وغير ما في الإعلام الذي أصبح مفتوحاً للعالم كله، ونحن ما قمنا بالواجب لا في المسجد، ولا في الإدارة، ولا في العمل الذي نعمل فيه.

فبارك الله فيكم اجتهدوا في هذا، ولا تملوا أن يكرر عليكم هذا الكلام؛ لأن الأعداء يستفزوننا كل حين، والشيطان عدونا يعمل كل حين، فيجب أن نذكر أنفسنا أيضاًَ، ونعمل كل ما نستطيع، ولا يقول الواحد منا: إنه لا يستطيع أن يتكلم أو يعظ.

فمثلاً خذ كتاباً أو نشرة أو شريطاً وأعطه من يستفيد منه.

نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من الدعاة إليه على منهج رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.