هناك من يدعي أن محبة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يستشفع به، فكيف تردون على هذا؟
الجواب
الذين يطمعون ويريدون ويرغبون في شفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويأملونها -ونحن منهم وأنتم منهم نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لذلك- كثير ويريدون ذلك، والله سبحانه كريم فهل ضيق الله سبحانه هذا الأمر وهذا الطلب الذي يحبه عباده المؤمنون؟ فالله من كرمه ومنَّه وفضله على هذه الأمة أن جعل الوسيلة والثمن المقدم لشفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمراً ميسوراً متكرراً يغفل عنه أكثر المسلمين، ثم يذهبون ويقعون في الشرك الذي يخرجهم من الدين، ويخرجهم من محبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويظنون أنهم بذلك ينالون الشفاعة، لا والله، فشفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تنال بالشرك وإنما تنال بأمر هين ولكنه عظيم، هين لا مشقة للنفس والجسد إذا عملت به، وعظيم إذا أخذناه بقلب صادق وعملنا به بقلب صادق، والتزمنا بفعله، فبماذا ننال شفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إذا أذن المؤذن وقلنا ما صح وما ورد مما تحفظونه جميعاً، فقد وعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من قال ذلك بقوله:{كنت له شفيعاً يوم القيامة} سبحان الله! فلا يوجد مسوغ للذهاب إلى الشرك والبدع، فهذا الذكر هو مما يؤهلنا لنيل شفاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
انظروا كيف يكون حال أهل البدع مشابهاً لحال اليهود الذين يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ففي ديننا فسحة وسعة، حتى التوسل إلى الله سبحانه بأسمائه وصفاته ما أعظم ذلك وما أكثره، حجبونا عن ذلك كله على كثرة ما جاء في القرآن والسنة، وقالوا لا يوجد غير التوسل بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعلوا الوسيلة التي أمر الله تعالى بها في قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}[المائدة:٣٥] التي هي كل عمل صالح يقرب إلى الله حصروها هم فقط في الذوات، أن تتعلق بذوات المخلوقين من نبي أو ولي، فانظروا كيف يحجرون رحمة الله الواسعة، وكيف يخرجون الأمة من الطريق المستقيم السهل إلى الأساليب التي تخرجهم إما عن الصراط المستقيم وإما عن الدين بالكلية، عافنا الله وإياكم.