والثالث: تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد.
يوجد أناس يقولون: نحن نؤمن بالله، وأن لهذا الخلق خالقاً، ونؤمن بجميع الأسماء والصفات، ولو تقول له: اليوم وجدنا حديثاً يثبت شيئاً من صفاته، يقول: الحمد لله نحن نؤمن به نحن على التوحيد، ونحن من أهل السنة، لكن يعطله عن حقه في المعاملة، وفي الطاعة، بالشرك الكلي أو الجزئي.
الكلي: كأن يعبد غير الله سجوداً وصلاةً وصياماً لغير الله.
والجزئي: كأن يقع في الرياء مثلاً، أو في صرف بعض الأنواع لغير الله، أو في بعض الأوقات، أو في بعض الحالات لغير الله تبارك وتعالى، فهذا هو النوع الثالث من أنواع التعطيل.
قال:(ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود الذين يقولون: ما ثَمَّ خالق ومخلوق، ويقولون: ما هنا شيئان، بل الحق المنزه هو عين الخلق).
هذه جماعة محمود محمد طه وأمثاله، وغلاة الصوفية في القديم والحديث، هذا نوع آخر يقول: ما ثمة خالق ولا مخلوق، عياذاً بالله! ويقولون: الخالق عين المخلوق، والمخلوق عين الخالق.
هؤلاء بلغوا من الكفر إلى حد لا تستسيغه العقول، وأظن أنني ذكرت لكم مرة أنه قابلني واحد منهم في بلاد الحرية، وكان المركز ممتلئاً بالناس في المسجد، فتحدثت فجاء يقول: إنه هو الله!! تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً! قلت: كيف تقول هذا يا رجل أأنت مسلم؟ قال: نعم مسلم، لكن هذا حقيقة التوحيد، قلت: هذا أكفر الكفر، وأعظم أنواع الكفر، قال: النصارى كفرت؛ لأنها جعلت الآلهة ثلاثة، لكن نحن نقول: كل شيء هو الله! يرى المسكين المخدوع -لأن شيخهم لقنهم ذلك- أن كفر النصارى لأنهم جعلوا الآلهة ثلاثة فقط، وفرعون كفر عندما قال: أنا ربكم، والحقيقة يقول: هو والشعب رب، عياذاً بالله! أرأيتم كيف الكفر؟! فهذا الكفر هو شر وأقبح أنواع الكفر عند جميع أهل الملل، كل من يعرف الله أو يعبد الله أو يتحدث عن الله يُكفِّر هذا النوع، اليهود يعتبرونهم كفاراً، ويوجد في اليهود بعض الحلولية والاتحادية، والنصارى الذي يزيد عن الثلاثة عندهم كافر، إذاً: هم كفار حتى عند النصارى، كفار عند البوذيين، كفار عند الهندوس إلا من كان على مثل هذه النحلة الخبيثة، ومع ذلك يدعون أنهم هم أهل التوحيد والعياذ بالله!! وكذلك الجهمية الذين عطلوا صفات الله وأسمائه كما ذكرنا، هذا نوع من الأنواع.