يعيش الشباب الأمريكي والأوروبي منذ فترة حالات من الضياع والحيرة، وكل يوم نسمع عن (تقليعة) إن صحت الكلمة تعبر عن هذا الضياع، والملاحظ أن كثيراً من شباب الإسلام يقتدون بهذه (التقليعات).
فما هو الدور الملقى على أبناء الإسلام خصوصاً عندما يجد هؤلاء الأوروبيون ذلك النور الإلهي؟
الجواب
يقول الشاعر:
ومن جعل الغراب له دليلاً يمر به على جيف الكلاب
الإنسان الأوروبي حائر أعمى لا يعرف إلا الجيف في حياته كلها، فإذا اقتدى به هؤلاء الشباب فإن حالهم لن يكون أحسن من حالهم، فالأعمى إذا اقتدى به أعمى مثله ضاعا، ولذلك فإن الإنسان الأوروبي يصيح ويبحث عن دليل، فهم يسافرون إلى نيبال، وقد رأيت صورهم، وأخبرني عنهم بعض الإخوة، ولماذا خصصت النيبال؟ لأن نيبال تعتبر أحط دولة في العالم من ناحية الحضارة، ليس فيها أي أثر من آثار الغرب إلا العجلات -كما يقولون- التي يركبون عليها وتقودها الدواب، يقولون: نريد أن نذهب إلى بيئة بعيدة كل البعد عن الغرب وعن تأثير الحضارة الغربية، لا يحمل معه ساعة ولا قميصاً من صناعة غربية أمريكية، ولا أي شيء غربي أبداً، يذهب هناك يقول: أبحث عن الفطرة.
هذا الأعمى الضائع الحائر يأتي الشباب المسلم الذي بين يديه كتاب الله وسنة رسوله الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويلقي بهذا النور جانباً، ويمشي وراء هذا الأعمى في الظلام فأين سيذهب به؟ لا شك أنه سيؤدي به إلى الهلاك والدمار، ومن هنا وجب علينا أن نبدأ بهذا الشباب، فمسئوليتنا الأولى هي تصحيح حال هذا الشباب المسلم، ثم الانطلاق إلى الشباب الغربي الحائر هناك.
فالمسلم إذا عرف دينه تحول إلى رسول هداية إلى ذلك الضال الحائر المسكين، هذا هو الذي يجب أن يكون بإذن الله، أما (التقليعات) فلن تنتهي ولا تنتهي إلا بالعودة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فكلما خفت حدة أمر من الأمور جاءت أمور أخرى، وصنع أعداء الله وأعداء الإنسانية تقليعات وصراعات وفتن جديدة.