[الشباب الصالح ودوره في الأحداث]
السؤال
سمعنا بمقاومة في الكويت من الشباب الصالح فهل هذا صحيح؟
الجواب
الذي سمعته أن الشباب المسلم ليس له مقاومة عسكرية في الكويت، وإنما قاموا بدور عظيم جداً، وهو الذي تسمعونه في الإذاعة، مع من يتقابلون في الإذاعة أحياناًَ، وهو أن هؤلاء الشباب قاموا بنوع من التنسيق بين الأسر وبين الناس، وخاطبوا المعتدين، وخاطبوا بعض الناس أنه لابد أن يحتسبوا لإيصال الطعام والماء إلى البيوت التي قطع عنها، ولإيصال المرضى إلى المستشفى، والقيام بأعمال إغاثة، وخدمات ضرورية لحياة الناس، فقاموا بذلك جزاهم الله تعالى خيراً، واحتسبوا ما يلقون من الأذى، بل ربما القتل أو البطش في سبيل ذلك.
ولكن القيام بهذه الأعمال قامت بفضل الله، ثم بفضل هؤلاء الشباب، وأرجو أن يكون هذا دافعاًَ -إن شاء الله- لأن يلتف الناس حولهم، وأن يعلموا من الذي يحبهم ومن الذي يشفق عليهم أهم الراقصون، والراقصات، وأصحاب المجلات وأصحاب الشاليهات وأصحاب الدعارة على الشواطئ، وأصحاب الأشياء التي لا تخفى؟! أم هذا الشباب المتدين المتمسك الذي ربما كان كثير منهم يحتقره في وقت الرخاء، ولا يحب أن ينظر إليه، والآن في وقت الشدة يجد هذه الخدمات منهم، وكما نسمع في برنامج الإذاعة أو التلفزيون أن الناس يقولون: "الإخوان المتدينين أعطونا الماء وأعطونا الطعام، وقدموا لنا الخدمات حتى خرجنا".
وهذا من فضل الله على هؤلاء الشباب.
أنا أنصح الإخوة، بألَّا يقوموا بأية مقاومة عسكرية، فهذه ليس لها أية قيمة في الحقيقة، فهي مجرد انتحار؛ لأنهم أفراد قليلون، وأنا أرى أن المقاومة الحقيقية تكون في شكل مقاومة سلبية، وذلك بأن يعيشوا هناك دون أن يقروا بهذا الواقع، وأن يعيشوا معهم عيشة الداعية الذي يدعو الناس إلى الخير عن طريق هذه الخدمات، ويدعو أولئك الجنود أيضاً.
وقد بلغني عن بعضهم أنهم دعوا بعض الجنود، وقالوا: أنتم مسلمون، وأنتم عرب وأخذوهم بالنخوة، وقالوا لهم: لماذا لا تصلون؟ فأصبحوا يدخلون بعض المساجد ويصلون، وهذا -والله- مكسب كبير، وربما بعض الذين عبروا بدباباتهم إلى الأراضي السعودية وهم عدد كبير، ربما يكون من هذا النوع الذي أوقظت فيه الغيرة الإيمانية.
ورأى أنه حرام أن يعتدي على إخوانه المسلمين، وحرام أن يهاجمهم، وقال: إذاً أفر بديني ونفسي، فجاءوا بدباباتهم ودخلوا إلى السعودية، كما سمعنا في نشرات الأخبار.
فالأمة المسلمة فيها خير، حتى وإن كانوا جنوداً للكفرة وجنوداً للبعثيين، أو لمن هو أكثر من البعثيين، فسيظل الخير في هذه الأمة -بإذن الله تعالى- باقياً إلى قيام الساعة، ولهذا لو خوطبوا بالدعوة إلى الله، ولو وُجِّهت إليهم موجات إذاعية معينة أو نشرات أو كتيبات -في الكويت أو خارجها أو في أي مكان، أو أن تبث عليهم برامج تذكرهم بالله، لكان ذلك من أقوى العوامل أن يتركوا هذا المجرم أو ينقلبوا عليه أو -على الأقل- يهربوا ولا ينفذوا أوامره.
وثبت لديكم أن كثيراً منهم أول ما وصل إلى الكويت يطرق الباب، يريد ثوباً كويتياً، يختفي فيه عن الجند، فيظنوا أنه فقد أو مات, أو شيئاً من هذا فيختفي، فكثير منهم أجبروا، وأكثر الشعوب في العالم مقهورة، مجبورة مظلومة، وإن كانت نتائج الانتخابات تصل إلى (٩٩.
٩٩%) فهي ليست ذات معنى.
والحمد لله، أن المسلمين المؤمنين المتقين ليس من أصلهم الظلم أو الجور أو البغي، وخاصةً أن هذه الحرب فادحة وخسائرها واضحة ومعاركها لا هدف لها، لكن من يذكرهم بالله؟ فليتنا بدل الأغاني والمسلسلات نُوجه في إذاعتنا نداءات إيمانية إسلامية إلى هؤلاء، ونسلط عليهم موجات معينة، ليلتقطوها كما سلط هذا المجرم وحزبه إذاعات ليلتقطها الناس هنا.