إن مما أمرنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به من بيان الحق في هذا الأمر ما يلي: أولاً: أن نقول للناس جميعاً: إن الله -تبارك وتعالى- أمرنا بالعدل، ففي كل جمعة -تقريباً- نسمع الخطيب وهو يقول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}[النحل:٩٠] فنحن مطالبون بالعدل في كل الأحوال، قال تعالى:{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}[الأنعام:١٥٢]، وقال تعالى أيضاً:{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}[الرحمن:٧ - ٩].
ثانياً: إن الله تبارك وتعالى أمرنا بمحبة إخواننا المؤمنين، والتآزر معهم، والتعاطف معهم في قضاياهم، فقال تعالى:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:١٠]، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى} فهذا أصلٌ عظيم، وأدلته كثيرة، لا تخفى عليكم.
ومن منطلق ما أمر الله تعالى به من العدل، ومن موالاة المؤمنين، ومحبتهم، والاهتمام بأمورهم، نقول: إن ما حدث ويحدث إلى الآن في الجزائر هو مصيبة، ونازلة، وفاجعةٌ عظيمة حلت بالإسلام والمسلمين، وليست بأشخاص معينين، ولا بجبهة معينة، ولا بحزب مقصود لذاته أبداً لماذا؟