للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العرش وإحاطته بالكون]

السؤال

قرأت أن العرش كمثل القبة على السماوات والأرض.

فكيف ذلك؟

الجواب

بالنسبة للأرض فهي من جميع الجهات محاطة بالسماء وهذا معروف، لكن لعله حديث: وما نسبة السماوات السبع جميعاً إلى الكرسي، وما نسبة الكرسي إلى العرش، والعرش شكله كالقبة، كما ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشبَّك بين يديه هكذا، نحن الآن أصبحنا نتكلم في خيال، فنحن عندما نُفكر في الكيفية نفسها، فإن الكيفية خيال محض، لا نستطيع أن نتصورها على الإطلاق، العقل يتقاصر عن الكيفية, لكن من فضل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى علينا أن الله أوحى إلينا أننا نعرف ذلك على سبيل التقريب, نعرفه نظرياً، لكن كيفيته؟ لا نستطيع أن نعرف ذلك، والقائل بهذا القول ينبغي أن يُبين له إن شاء الله، ولا يدخل في ضمن الابتداع إن شاء الله.

والسماوات مثل سبعة دراهم ملقاة على ترس بالنسبة إلى الكرسي -أي: أعظم منها وأكبر وسعاً- ولا يشترط أن يكون وسعها بأنه يتضمنها ويحويها، ولكن يكفي أن يعلم أنه أعظم منها، وهذا يكفي، وسعه أعظم منها بكثير، كما تقول العرب: وسع حلم فلان جهله، بمعنى أنه اتسع عنه فاستوعبه، وليس هو شرط الإحاطة الحسية.

وفي الرسالة العرشية لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية المجلد السادس من الفتاوى، ذكر فيها مسألة العرش والأفلاك وشكل الكون، والله أعلم.