للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإمامة في الدين]

السؤال

كيف تنال الإمامة في الدين؟

الجواب

قد ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه الحكيم بما تنال الإمامة فيما أخبرنا به عن بني إسرائيل، حين قال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:٢٤]، فهذان شرطان أو ركنان عظيمان لتحقيق الإمامة في الدين.

والإمامة في الدين لا تكون إلا بهما: الصبر واليقين، فالصبر يشمل الأنواع التالية: الأول: الصبر على طاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ الصبر في طلب العلم، الصبر على أداء ما افترضه الله وما أوجبه.

والثاني: الصبر عما حرم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، كالصبر على غض البصر عن غير المحارم، الصبر على كف اللسان عن الغيبة والنميمة، الصبر على كف القلب عن الغل للمؤمنين وعن الحسد وما أشبه ذلك.

والثالث: الصبر على أقدار الله الكونية؛ فإن هذه الدنيا مليئة بالمصائب والمتاعب، فلا بد من الصبر عليها.

أما اليقين، فإنه يشمل العلم، إذ لا يقين لمن لا علم لديه، فهو يشمل العلم ويشمل حسن الظن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فلا يقين لمن ليس له ظَنٌ حسنٌ برب العالمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وصدقٌ ويقين بوعد الله الصادق له, واليقين هو عمل قلبي يكون تحقيقاً للدرجة أو للمرتبة العليا من مراتب الدين، وهي مرتبة الإحسان؛ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فهذه عبادة الموقنين جعلنا الله وإياكم من الصابرين والموقنين، ورزقنا الإمامة في الدين! فعندما نعرف أن هذه الدعوة لا تكون إلا لمن حقق هذه الشروط العظيمة، وما يتبع ويدخل ضمن كل شرط منها من فروع بالغة الأهمية؛ فإن ذلك يوجب علينا أن نجتهد وأن نكدح وأن نسعى، وندعو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يحقق لنا ذلك، وما ذلك عليه بعزيز.