[شبهة القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور وأنه أول المخلوقات]
السؤال
ما مدى صحة قول بعض الناس: إن نور الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلق قبل خلق الكون، أو أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول المخلوقات وجزاكم الله خيراً؟
الجواب
هذا من الغلو، فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:{لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله} وهذا الغلو نقله أولئك الناس عن الأديان الباطلة، ومن المعلوم لمن قرأ دين المجوس أنهم هم الذين يعتقدون في أحد أنبيائهم أنه مخلوق من النور، وأن نوره من نور الله، وأنه خلق قبل المخلوقات، فاتبعنا في ذلك من كان قبلنا -والعياذ بالله- أما رسولنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما من عاقل من مسلم أو كافر إلا ويعلم أنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إلى آخر النسب المعروف، وأن أمه فلانة، وأنه ولد في مكة، وإذا قلت له: أنه وجد قبل نوح، أو بين عيسى وموسى، يقول لك: لا إنما وجد بعد عيسى، فكيف يكون إذاً أول المخلوقات؟ فهذا كلام كل العقلاء في العالم، لكن من شروط أصحاب الخرافة والغلو والضلالة عندهم حتى تكون خرافياً أن تلغي عقلك أولاً، فلو استخدمت العقل فلن تخرف أبداً، فأي واحد يستخدم عقله لا يخرف، فإذا قلت له: لماذا يحتفل بالمولد، ومولد من هو؟ يقول لك: مولد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولماذا؟ لأنه ولد في هذا اليوم فنحن نحتفل بهذا اليوم، ومتى؟ قال في عام الفيل.
فنقول له: أثناء كلامك في الموالد أنت تقول إنه خلق قبل الكائنات، وأنت تحتفل في ذكرى ميلاده أنه في عام الفيل، أليس في هذا تناقض؟! لو كانت هناك عقول تفكر.
فالمسألة ليست داخلة تحت نطاق العقل، بل قد خرجت من نطاق العقل إلى نطاق الخرافة، والإنسان إذا ألغى عقله فإنه لا يحده حد من الاعتقادات الباطلة والخيالات الكاذبة.