نسمع هذه الأيام ما يدور في الاتحاد السوفيتي من سقوط بعض أحزاب الشيوعية، ولا نسمع شيئاً عن الجمهوريات الإسلامية؟
الجواب
المسلمون كما قال الشاعر:
ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ولا يستأمرون وهم شهود
ما دخل المسلمين في الموضوع؟ المسلمون فرحوا وهللوا بعودة جورباتشوف والحمد لله وأيدنا.
هذه القضية، وفرحنا أن دول البلطيق ستستقل إن شاء الله، ولكن ماذا عندنا؟ هذا الذي يهمنا، أما مائة مليون مسلم، وبلاد إسلامية مساحتها أكثر من مساحة الدول العربية، اثنا عشر مليون كيلو متر مربع، احتلها هؤلاء المجرمون؛ ولا يستطيعون أن يقيموا من شعائر دينهم شيئاً، اضطهاد، وعذاب، وفتنة، ودمار، دمروا اللغة العربية، والحرف العربي، يدرسوهم الإلحاد مكان الدين.
فلما جاء جورباتشوف والبروستريكا ماذا غير؟ حول أو أراد التحول -إلى الآن ما تحول تحولاً كاملاً- من الشيوعية إلى الصليبية، فهو صليبي ينادي ويصرخ بصرخات صليبية، منها الصرخة التي أطلقها مع بداية البروستريكا وهي أنه يجب على حكومة الولايات المتحدة أن تضع يدها في يد الاتحاد السوفيتي لضرب الحركة الأصولية في العالم الإسلامي، وضرب الدعوة.
هذا جورباتشوف الذي بعث الكاثوليكية وذهب يتذلل إلى البابا ليكسب ولاءه، ماذا فعل مع المسلمين؟ سحقت الدبابات المناطق الإسلامية في أذربيجان وفي غيرها، أما لتوانيا وأخواتها فالتذليل والتبشير ووعد الاستقلال، وكل ما تريدون.
حتى المساعدات التي تقدم للاتحاد السوفيتي والهبات والعطايا من الغرب أو من غيره، إنما تنفق بالدرجة الأولى على الشعوب الأوروبية، أما الشعوب الآسيوية وإن كانت غير مسلمة، فهي على درجة ثانية، أما المسلمين فإن كان لهم شيء فهو أتفه نصيب، ولكن نحن أمة أصبحنا، كأننا ليس لنا ذات مستقلة، ولا شخصية، وإنما لما رأينا هذه الدولة تسقط وتتفكك، هرعنا وهلعنا، ولماذا يتفكك؟ سبحان الله العظيم! ما كأننا سقطت منا أمم، ذهبت الأندلس ونسيناها، ثم ذهبت الهند بأكملها، وقد كانت تحت حكمنا، بل موسكو دفعت الجزية للمسلمين أكثر من قرنين، وكانت تحت حكم المسلمين، وضيعنا إفريقيا ووضيعنا دولاً كثيرة يحكمها الصليبيون، ثم نقول: كيف يتفكك الاتحاد السوفيتي؟ ثم تسدي جرائدنا النصيحة الفاضلة القيمة لـ جورباتشوف يجب عليك أن تعمل كذا، وانتبه من كذا، نصح عجيب جداً لهم، فبعض الجرائد ثمان صفحات تكتب عن جورباتشوف، وما كتبوا عن القضية الأفغانية ربما ولا سطر أو سطرين.
وبالمناسبة فإننا نطلب منكم التبرع لإخوانكم المجاهدين الذين تكالبت عليهم قوى الكفر فلو أننا أمة تعرف الله وتعرف دينه، وتعرف من توالي ومن تعادي، لكان موقفنا من هذه الأحداث غير هذا الموقف تماماً.