[دور العلماء في أحداث الخليج]
السؤال
أين دور علماء المسلمين في توضيح حقيقة مثل هذه الأحزاب -قبل الأحداث- وأعمالهم الخبيثة؟، وما تفسير ذلك: أهو جهل بواقع الأمة أم ماذا، الذين تكلموا عنها قبل الأحداث فهم قليل وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن الدوسري -رحمه الله- وكل ما نخشاه من سكوت العلماء أن تقع مصيبة ثانية، فما هي كلمتكم لعلماء المسلمين؟
الجواب
علينا أن لا نضع اللوم على جهة معينة، فما دورنا نحن إلا إمام المسجد أو مدرس أو زميل له زملاء في العمل أو على الأقل أب وله إخوة وزملاء أو أسرة فما دورنا؟! لماذا نجعل اللوم على جهة معينة، وخاصة الذي يعيش معتركاً أو ظروفاً معينة تحتم عليه مجاملات أو أوضاعاً صعبة، فنحن في بحبوحة في أن نقول الحق في بيوتنا ونتكلم عن أنفسنا وعن واجبنا.
هذه الأحزاب لابد أن تفضح، ونعوذ بالله أن يأتي يوم ونصطلح فيه مع صدام، ثم يأتي إلى الديار المقدسة.
وهذه مشكلتنا، فليس لنا ولاءً، ولا عداوة ثابته، لأن هذه سياسة الغرب الذين يقولون: لا نعرف عداوات ثابته، ولا صداقات ثابته، ولكننا نعرف مصالح ثابتة.
نقول: لا، أما إن آمن ورجع إلى الإسلام {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة:١١]، لكن: المشكلة أيضاً أن تصلح الأوضاع السياسية بالرجوع إلى الأخوّة العربية -ولا أحد يتكلم بعد ذلك- وهذا لا يصح؛ لأننا إذا أردنا ذلك يجب أن نضع أمام الناس المعايير العقدية الصحيحة في الولاء والبراء، ونعلمهم إياها وبذلك نفضح حزب البعث ذا الجناحين (أي: يحكم دولتين) وله أحزاب في دول أخرى، كل كلامنا الآن عن جناح واحد ودولة واحدة، وهناك جناح يجمع مصيبتين عقيدة كفرية وهذه العقيدة الجديدة وإلى الآن لم تتغير ولم تتبدل، أما الذين عداوتهم مكشوفة صريحة من يهود ونصارى، فعداوتهم هي الحد الأدنى الذي يجب أن نعلمه نحن المسلمين.
وأقول: بكل أسف إننا لا نعلم عنهم إلا ما يعرض عن هؤلاء في حضارتهم واختراعاتهم واكتشافاتهم وتطوراتهم وتقدمهم، أما عداواتهم وخططهم فمبسوطة ومكشوفة في كتبهم، وهذه الكتب مطبوعة ومقروءة ومع ذلك لا نعرضها، فهذا الذي يجب علينا نحن الدعاة وطلاب العلم معرفته، وأن ننبه علماءنا إليه، ولا نقول: إنهم معصومون! لكن كفاهم أنهم أجهدوا أنفسهم في طلب العلم، وأعطوا الفتاوى في عباداتنا وفي عقائدنا وفي معاملاتنا، وهذه ثغرات لا نستطيع أن نسدها نحن:
أقلُّوا عنهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سُدُّوا المكان الذي سدوا
من منا يسد مكان العلماء؟ والله لا أحد؛ لكن نقول: نعم، عندهم تقصير في معرفة الواقع ونحن نستكملها، ليس من فضلنا عليهم، لكن لأننا نعايش الأحداث، أما هم فما عاشوا هذه الأحداث؛ بحكم الزمن الذي عاشوا أو بحكم أوضاع أخرى، فنقول: العلماء جزاهم الله خيراً نحن نكملهم ونتممهم ونبين لهم أمر الواقع، ومع ذلك أقول: المسئولية الأساسية علينا نحن طلبة العلم بالدرجة الأولى، فَكرِّوا فيمن سوف يخلفهم فأن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، ولكن بموت العلماء، حتى إذا هلكوا اتخذ الناس رؤساءَ جهالاً نعوذ بالله.
فقد أصبحنا نسمع وفي أكثر من مكان من الرؤساء الجهال، فعلموا الأمة من الذي يمكن أن تسمع منه؟ إنهم أهل العلم والحق والفضل.
وعلينا الآن أن نعد العدة لاستكمال واجب ودور العلماء من جهة؛ وفيمن يخلفهم -بإذن الله- في قيادة هذه الأمة عملياً من جهة أخرى.
والحمد لله رب العالمين.