ما صحة من يقول: إن علم الكلام هو علم أصول الدين وعلم العقيدة؟
الجواب
من يقول: إن علم الكلام هو علم أصول الدين والعقيدة فهو مخطئ، هذا الكلام غير صحيح، ونرد عليه بما رد عليه السلف الصالح، الذين أنكروا علم الكلام، فمثلاً في أول شرح العقيدة الطحاوية ذكر الإمام ابن أبي العز رحمه الله كلام الإمام أبي حنيفة وكلام الإمام الشافعي وكلام القاضي أبي يوسف رحمه الله وغيرهم من الأئمة.
يقول الشافعي: 'حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من خالف الكتاب والسنة'.
وكيف يكون علم الكلام هو علم التوحيد، وكلامه هذا غير توحيد، ولو رجعنا إلى كتب وشروح أصول أهل السنة والجماعة ككتاب اللالكائي وغيره من الكتب، نجد الذم والنقد لمن تعلم علم الكلام.
وكل الكتب التي كتبت في بيان العلم: ما هو العلم الصحيح الشرعي، ككتاب فضل علم السلف على علم الخلف , وهي كتب كثيرة من كتب الأئمة الذين يُقتدى بهم، والذين عاصروا علم الكلام يعتبرون الكلام ليس من الدين.
وتجدون -أيضاً- المتكلمين ليسوا من العلماء، بل في فتاوى الحنفية وغيرها يقولون: لو أن رجلاً أوقف مالاً أو أوقف وقفاً وقال: هذا الوقف للعلماء لم يدخل فيه أهل الكلام، هذه عقوبة لأنهم ليسوا من العلماء، فكيف نقول: علم الكلام هو علم التوحيد؟! هذا إن كان القائل بهذا لمجرد أنه أخطأ أو أنه تربى أو تعلم في مكان ليست السنة منتشرة فقد يُعذر، لكن أن يقول: إن علم التوحيد هو علم الكلام!! هذا لا يجوز.