في نفس الوقت ظهرت مصيبة الابتعاث مع سنوات الطفرة والنعمة، ونعوذ بالله من أن نكون من الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار.
والله لما سمعت ما فعله هؤلاء الفاجرات الفاسقات في الرياض، قلت: يا سبحان الله! لو أنَّ كل واحدةً منهن سألت أباها أو جدها، كيف كنت تعيش؟! ونظرت إلى ما أنعم الله تعالى به عليها، لشكرت الله وحمدته، وما فعلت هذا الفعل، فوصل الحال في مجتمعنا إلى هذا الحال، أن الناس يأكلون الجيف.
والله لقد حدثنا ثقات أنه خرج ثلاثة من شدة الجوع قبل حوالي سبعين سنة أو ستين سنة، فلم يجدوا ما يأكلون، واستمروا في الصحراء، فما وجدوا شيئاً يأكلونه، فناموا، واتفق اثنان على أن يقتلا الثالث ويأكلاه -والله من الثقات- ولكن في أثناء التشاور كيف يقتلونه وهو نائم وإذا بكلب يمر، فأيقظوه وحاصروا الكلب وذبحوه وأكلوا لحمه.
أقول وأمثله كثيرة وآباءنا يعرفونها، جوع شديد جداً، بل إلى قريب بعد أن تأسس الجيش، كان الجنود يمضون أحياناً سبعة أشهر لا يأخذون الراتب.
أقول: أنعم الله علينا -والحمد لله- بالمال وهذا البترول، فهل شكرناه أم كفرناه؟ قلنا: نبتعث البنات للخارج، هل هذا جزاء النعمة وشكر المنعم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويرسلن إلى الخارج، هذه في كولورادو، والأخرى في مسلدن، والثالثة في كاليفورنيا.
وهنالك لا أقول: تعلمن قيادة السيارة، ليست القضية قيادة السيارة، بل تعلمن كل أنواع الفساد والانحلال والإباحية، ثم جئن هنا ليربين الأجيال! ابتعثن من غير محارم وما يزلن يبتعثن من غير محارم، ويفعلن ما شئن، فهل نتوقع أنها هناك مجرمة وفاسقة ومتهتكة، ومتخلعة؛ فإذا عادت هنا تتحول إلى ملاك؟ لا يمكن.
وصحب ذلك حملة خبيثة مسمومة من هؤلاء المبتعثين وقد يأتي لنا وقفه مع هؤلاء، لأن الذين يقفون وراء هذه الحركة الخبيثة رجال معرفون بأسمائهم ولو شئنا لسميناهم تستروا حتى تعرفوا أنها حركة مدبرة، بأسماء نساء، وأخذوا يكتبون في الجرائد في جريدة الرياض، وفي الجزيرة، وفي اليمامة، وفي عكاظ، وفي المدينة، كلام كثير جداً، فقام المعارضون ومنهن فتيات -والحمد لله- وتعرفون بعض أسمائهن، واعترضن وطال النقاش.
ومن أطرف ما نشر -والحمد لله أننا تنبهنا بعد فوات الأوان- طالبت بعض الفتيات المؤمنات اللاَّتي كن يحاربن هذا الفكر الخبيث، ونريد أن نتصل بكن يا فلانة، وفلانة، وفلانة، (ونجمة الحمود، وطفول عبد العزيز) وغيرهن، فتكتب تلك وتقول: إني موجودة ومعروفة، فتكتب تلك وتقول: أعطني هاتفك أتصل بك، أو مكان كليتك أريدك، وإذا بالأمر أنه ليس هناك نساء بهذه الأسماء، إنما هم رجال مجرمون ومعروفون بأسمائهم، يكتبون بأسماء نسائية، يقول أحدهم: أنا امرأة محطمة، وأنا متأخرة! وهو رجل يكتب ليفسد المرأة المسلمة، ويضحك علينا ونحن مع الأسف في غفلة عن هذه الأحداث التي تجري من حولنا، والطيّب فينا ربما لا تتجاوز قراءته أو فهمه حدود مسجده أو الحي الذي هو فيه، والدنيا الأخرى لا شأن له بها، والله المستعان!