النصر للداعية والدعوة قد يكون بانتقال الداعية إلى الله، فتبقى الدعوة ويأتي النصر لمبادئ الداعية، أليس كذلك؟
الجواب
بلى! فهذا ممكن، كما فعل الملك الظالم بأصحاب الأخدود حفر الأخاديد وأجج النيران وألقاهم فيها، وانتهت القصة كما في سورة البروج، وإذا قرأنا سورة البروج، فليس فيها ذكر لانتقام الله من الظالمين، ولا يوجد في القرآن في موضع آخر أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى انتقم من صاحب الأخدود ونجَّى أولئك فتتعجب! إنما قتل أتباع الغلام وأُحرقوا، والملك باقٍ ولكن في الحقيقة انتصر الغلام، وانتصر الذين أحرقوا وخدّت لهم الأخاديد، انتصاراً عظيماً وبقي التوحيد، ولو لم يظهر الله عز وجل نصرهم إلا بأن يبعث محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك بمئات السنين، وينزل عليه هذه السورة العظيمة، ويظهر لنا انتصارهم، ونقرأ هذا القرآن إلى قيام الساعة، ثم نتحدث عن انتصارهم على الكفر وعلى الشرك وعلى نار الدنيا، وأن الله تعالى وعدهم بالفوز الكبير في الآخرة.