وقد نشر في يوم (١١ من ذي القعدة) على لسان أحد المسئولين في الإدارة الأمريكية حين سئل: هل تتخوفون من قوة العراق الضاربة في المنطقة؟ فكانت الإجابة أن قال: 'لا، وذلك لأن العراق يشكل أكبر قوة في المنطقة لضرب الصحوة الإسلامية التي هي أخوف ما نخاف' وهذا موجود ومنشور، وقد ورد أيضاً في مجلة الحياة أن وزير الخارجية دوما يقال له: كيف كنتم مع العراق طوال السنوات الماضية؟ وما هو موقفكم الآن؟ ثم بعد ذلك سُئل عن توقعاته وغير ذلك، وأنا سآتي لكم بمجمل ما قاله، قال: 'موقفنا من العراق كان سلمياً سابقاً؛ وذلك لأنه أمر حتمي، حيث إنه كان يحارب الأصولية الإيرانية' ثم قال: 'أكثر ما يزعجنا الآن أن تتحالف القومية مع الأصولية الإسلامية في موقفها لتأييد صدام ' ولا شك أن من وقف مع صدام -وإن سمى نفسه داعية أو دعوة أو جماعة- مخطئٌ خطأً كبيراً جداً، إن لم نقل أكثر من ذلك، لكنَّ هذا ليس موضوعنا الآن، موضوعنا هو أن الغرب يقول: 'ما دام هناك جماهير أو حركات أصولية تقف الآن مع صدام، فالمشكلة موجودة' بمعنى أنهم يقولون: نحن ما تناقضنا؛ لما كان صدام يحارب الأصولية أيدناه، وحاربنا معه الأصولية الإيرانية، والآن الأصولية تقف مع صدام، فإذاً نحن نحارب صدام، وكلام واضح لمن يتدبره، فالقضية والهدف الأساسي أن الغرب يريد إذلال الأمة الإسلامية، وضرب الصحوة الإسلامية، واستنزاف المنطقة، لأنها منطقة مهيأة لقيادة الأمة منها.
والغرب صفى الحسابات فيما بين قواته، فـ روسيا الآن تابعة لـ أمريكا، وأساطيلها جزء من القوات التي دعت إليها أمريكا، وهذا أمر لا شك فيه عندنا، وكلهم علينا؛ قال الله سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:٥١] الشاهد: (بعضهم أولياء بعض) فـ أمريكا احتوت روسيا وأصبحت معها، ماذا يريدون؟! والمسألة تتعلق بـ الكويت، ومن شفقة أمريكا ورحمتها بـ الكويت تُخرج العراق منها، فهذا المظلوم يستغيث فتغيثه أمريكا! هل تعرف أمريكا شيئاً اسمه رحمة أو عطف أو إنسانية أو شفقة لغير الإنسان الأوروبي؟! انظروا إلى القضية من جذورها العميقة في الغرب وأوروبا.
منذ أن قامت الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، هل سمعتم أن دولة أوروبية جيشت الجيوش على دولة أوروبية، أخرى؟ لم يحدث هذا أبداً، وفي نهاية العام القادم ستكون أوروبا دولة واحدة.
لمن تبنى هذه الحشود والأساطيل إذن؟! إذاً: لمن الأساطيل؟! ولمن الحشود؟! ولمن المليارات التي تنفق على التسليح وهم أصبحوا دولة واحدة؟! للعدو نحن الذين من أجلهم تحشد هذه الإمكانيات، جاءتهم هذه الفرصة أو خططوا لها، المهم الآن أنهم بدءوا يتوافدون، وسوف يتوافدون علينا بهذا الغرض، وأمريكا من أجل هذا الحدث البسيط أرغمت أسبانيا واليونان وتركيا على استخدام القواعد، وأخذت منها صلاحيات واسعة جداً في ذلك، واحتلت وطوقت المحيط الهندي، وبحر العرب، والبحر الأبيض المتوسط والمنطقة بكاملها، كل منطقة ابتلعت من أجل الكويت، فهم أناس يخططون على المدى البعيد!