للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقترحات للمواجهة]

وفي الأخير نختم هذا الموضوع بعدد من الآراء والمقترحات لمواجهة مشروعات الأعداء، ويحدونا الأمل والثقة في تصدي الدعوة الإسلامية لما يعد أعداؤها لها؛ وأهم هذه الآراء والمقترحات التي أراها ضرورية: ١ - نشر الوعي العقدي في الأمة قاطبة، والعقيدة الصحيحة في كافة المستويات ولا سيما عقيدة الولاء والبراء، وأن نعلن إسلامية المعركة، وأن مؤتمر مدريد لم يمثل فيه الإسلام، ولم نسمع فيه قال الله وقال رسوله، أو أن القدس إسلامية، فالقضية في أساسها إسلامية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، ولا العرب وحدهم، ولا المسلمين المعاصرين اليوم فقط؛ بل هي قضية إسلامية تهم كل المسلمين إلى قيام الساعة.

٢ - إحياء رسالة المسجد لمقاومة هذا التيار الإعلامي والثقافي الجارف، ونحن لا نملك إلا المسجد، والحمد لله فإن تأثيره كبير، ويجب أن نستزيد منه، فإذا كنا لا نملك أقماراً صناعية لمواجهة الأقمار الصناعية الغازية، فلا بد من الاستفادة القصوى من الوسيلة التي بين أيدينا.

٣ - يجب توحيد صفوف أهل السنة والجماعة في جميع أنحاء العالم، وأن يكون ذلك مقدمة لتوحيد صفوف الأمة كلها على نهج السلف الصالح بإذن الله.

كما يجب الالتقاء على خطط دعوية وعملية لنشر هذه العقيدة مع تجنب إثارة الخلافات في الأمور الفرعية الاجتهادية، بل تحل عن طريق المودة والأخوة والرحمة؛ وذلك بإحياء أدب الخلاف كما كان بين السلف.

٤ - ضرورة إنشاء المصارف الإسلامية لمقاومة الاجتياح الربوي الذي يريد أن يجتاح المنطقة.

٥ - التنبه الشديد لخطر التغيير المتدرج للمناهج الدراسية؛ بل يجب أن يزداد فهم الطلاب للآيات والأحاديث عن مكر اليهود بنا، وتطبيقها على الواقع الذي نعيشه.

٦ - يجب أن نبعث الأمل في الأمة بالوعد الحق الذي وعده الله تبارك وتعالى، ونقرن ذلك بالأدلة الشرعية والواقعية حتى لا تيأس الأمة، فالأمة الإسلامية هي الأمة التي لا تعرف اليأس أبداً في أي مرحلة من تاريخها، فنحن على ثقة بأن الله ناصرنا.

٧ - تنشيط الدعوة في الغرب عامة وفي أمريكا بوجه خاص، ورصد خطط وحركات المتآمرين هناك، ووصيتنا إلى إخواننا المقيمين في الغرب أن يرصدوا هذه الحركات، وعليهم بعد التمسك بدينهم أن يدعوا الغربيين للإسلام، فالفراغ الديني والحريات هناك يتيح فرصاً لنشر الدعوة الإسلامية؛ ولا سيما في أمريكا، وإذا استطاع المهتدون اختراق أجهزة الإعلام والسياسة فيمكن أن يفعلوا الكثير.

٨ - الوقوف الحقيقي بكل قوة مع الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، وإمداده بالدعوة والكتب والمال وكل ما يحتاج إليه في جهاده، والحرص على بقائه في الأرض المحتلة وعلى زيادة عدده؛ وهذا ما يفقد إسرائيل توازنها البشري والسياسي والمعنوي، فالأمريكان والبريطانيون وغيرهم - اليهود منهم والنصارى - يتبرعون بمئات المليارات لإسرائيل، وعدد المسلمين في هذه الدول يصل عشرات الملايين ولا حواجز ولا موانع من دخولهم الأرض المحتلة، فلماذا لا يساعدون إخوانهم المسلمين في فلسطين مع التنسيق بيننا وبينهم.

؟! ٩ - المطالبة بسحب كل الأموال والأرصدة من بنوك هؤلاء الأعداء وصرفها على حاجات الأمة الضرورية في أنحاء العالم الإسلامي، فأعداؤنا يعيشون على المليارات مما نضعه من أرصدة عندهم؛ بينما يموت الملايين من المسلمين جوعاً وفقراً وتشريداً، وكذلك المحافظة على ثروة الأمة ورصيد الأجيال المقبلة من أن يستنزفه اليهود والنصارى في غمرة ما يسمى السلام فلا يمضي حين إلا وبلادنا يباب بلقع.

١٠ - يجب علينا محاربة الترف والإسراف والفراغ الذي تعيشه هذه الأمة، وحشد كل طاقات الأمة لمواجهة هذا العدو الأخطبوطي الحقود، ووفروا من مرتباتكم ونفقاتكم وأوقاتكم؛ لأننا أمام عدو ضخم وشرس، فالمعركة ليست معركة غالب ومغلوب؛ وإنما هي معركة وجود أوغير وجود {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:٢١].

١١ - يجب على الدعاة جميعاً والخطباء وكل الأمة المطالبة بتطوير الجيوش, وإعدادها دعوياً -وهذا أهم شيء- وتربيتها على الإيمان والجهاد, وأيضاً علمياً بحفز الطاقات المبدعة وتطوير الأسلحة التي يمكن بها أن نقاوم هذا العدو, وأن لا نركن إلى ما يسمى بالنظام الدولي الجديد ولا إلى السلام الذي يريدون أن يفرضوه علينا, زاعمين أننا لن نحتاج معه إلى جيوش لنحمي أنفسنا وأوطاننا.

ولقد أثبتت التكنولوجيا اليابانية تفوقها, مما دفع بالأمريكان إلى الاعتراف بأنهم استفادوا من التقدم التكنولوجي لليابان في حرب الخليج , فقد كانوا يضعون المواصفات العامة لما يريدون تصنيعه, فتتسابق الشركات اليابانية لإنتاجه وفق المواصفات المطلوبة.

فلو كان عندنا إرادة وصدق مع الله وجهاد لأمكننا استغلال الأموال الطائلة التي لدى الدول العربية -وخاصة الدول الخليجية- للاستفادة من التكنولوجيا اليابانية.

كما يمكن لقوة المال أن تحدد مسار الأحداث والسياسات الدولية, حتى إنه بالإمكان أن نؤثر على شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب, ومن ثم على السياسة الأمريكية بناء على ذلك.

فنحن أموالنا تعطى لمن يفوز في تلك الانتخابات, فلماذا لا تكون هذه الأموال بدلاً من ذلك وسيلة إلى تعيين من يفوز ولو إلى حد ما, فضلاً عن ما يجب علينا بعد ذلك وقبله من الخطوات الأخرى.

وبناءً عليه فأيضاً يجب علينا أن نطالب بحفظ ثروات المنطقة واستغلالها وفق خطط سليمة تراعي مستقبل الأجيال القادمة من أبناء المسلمين؛ لأن المعركة القادمة طويلة, ويجب مراعات حاجات الأمة, لا حاجات شركات التطفيف ودول المطففين العالميين الذين يأخذون خيراتنا بأبخس الأثمان، ومن ثم يعيدوها إلينا بأعلى الأثمان, ويخزنون الثروات في مستودعاتهم تأهباً للمعركة القادمة.

أستغفر الله العظيم أولاً وآخراً وأقول: هذه نصيحة وهذا تحذير النذير العريان لكم أيها الإخوة الكرام! وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل لهذا الكلام موضعاً وقبولاً, وأن أكون قد وفقت لإعطائكم صورة ولو موجزة عن حقيقة عداء هؤلاء القوم وعن ما يجب أن نفعله نحوهم.